داخل واحدًا من أقدم الشوارع العريقة في القاهرة، يعيش الحاج حسين أحمد، صاحب أقدم ورشة للتنجيد التي يجني رزقه منها هو وأسرته، إذ قضى نحو 58 عاما في تلك المهنة، وأسعد الكثير من الأسر والعرائس بتصاميمه المختلفة للأثاث وغرف النوم والركنيات، يساعده في عمله الشاق الذي يقضي به أكثر من 12 ساعة يوميا، نجله وبناته، كُل له تخصصه. 

أقدم صاحب ورشة تنجيد

كان «حسين»،، يعمل في ورشة، منذ أن كان بعمر الـ10 أعوام، فقد كان أجيرًا باليومية، ينفق منها على والديه وأخوته وزوجته وأطفاله، حتى فّتح ورشة خاصة به، وتروي ابنته «إيمان»، كواليس عملها مع والدها خلال حديثها لـ«الوطن»: «بابا شقيان طول عمره، فتح ورشة صغيرة وخد غرفة في بيت جدي، أخويا واقف معاه في الورشة، وأنا بسوق للشغل عن طريق جروب على موقع فيسبوك، بعرض فيه المنتجات والشغل».

تخرجت الأربعينية إيمان حسين، في كلية الأداب قسم اللغات الأوروبية، وقررت مساعدة والدها في عمله وترد له الجميل فيما بذله من أجلهم حتى أوصلهم لبر الأمان: «مبشوفش العملاء وبتعامل معاهم على الموبايل، بابا بسيط جدا، بيعمل الموديلات على حسب العملاء وبيطلعها زي ما بيطلبوا بالظبط، بيستخدم خشب الزان الأحمر والأبيض، والدمياطي، بيشتغل تحت إيده صنايعية وفي عملاء بيقفوا على إيدينا لحظة بلحظة في كل المراحل لحين الاستلام».

«إيمان»تدشن جروب لتسويق منتجات والدها

الابنة الأربعينية تحاول مساندة والدها في عمله بكل ما أوتيت من قوة، من خلال تدشين جروب خاص لعرض منتجاته، مضيفة: «بعد ما الشغل بقى أونلاين، مبقاش في زبون بيتفرج زي الأول وبيشتري، قررت أعمل جروب واعرض شغله عليه علشان شقاه ميروحش هدر، أنا فخورة بيه وبشغله».