وسط الحقول الزراعية وأشعة الشمس الحارقة، ينبعث صوت الحاجة نبيلة تشدو بالأغاني العزية، وكأن الطبيعة تحولت لآلات موسيقية طوعت أجوائها كأوتار تعزف الألحان للسيدة الخمسينية التي عُرفت بصوتها العذب تارة وصمودها لتمارس أعمال الزراعة الشاقة تارة أخرى.

في قرية سنهوت التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، تجد الحاجة نبيلة يعرفها القاصي والداني، ورغم أن صيتها ذاع مؤخرًا بعد نشر مقطع فيديو وهي تغني وحظيت موهبتها باستحسان الآلاف من الأهالي ورواد مواقع التواصل، إلا أنها أعربت عن اعتزازها بالعمل في مهنة الزراعة، تلك المهنة التي اختارتها على مدار 20 عاما للإنفاق على أسرتها .

الحاجة نبيلة تعمل باليومية في الحقول 

قالت الحاجة نبيلة عبد الغني عفيفي 62 عامًا، إنها عملت في مهنة جني المحاصيل، حيث تعمل باليومية في الأراضي الزراعية، إذ تستيقظ في أذان الفجر لتبدأ عملها يوميا لمدة 8 ساعات، وتذهب إلى الأرض سيرًا على الأقدام رغم المسافات المتباعدة.

وأضافت أنها تعمل في الأراضي الزراعية باليومية، وتتراوح يوميتها من 50 جنيهًا إلى 100 جنيه حسب إنتاجها ، لتتمكن من توفير سبل المعيشة لأبنائها الخمسة مشيرة إلى أنها تمارس عملها بنشاط وترفض الجلوس في المنزل، حيث أن المهنة السبيل لتوفير جميع المستلزمات التي يحتاجها أولادها، مؤكدة أنها تحدت الجميع في مهنة ذات طابع ذكوري.

وأكدت أنها امتهنت مهنة الفلاحة وزراعة الأراضي الزراعية منذ عشرين عامًا، وعلقت قائلة: «الشغل مش عيب طالما إن الشغلانة حلال وشريفة»، حيث تمكنت من خلال عملها في الأراضي الزراعية من زواج الـ5 أبناء.

زراعة جميع المحاصيل الزراعية 

وأشارت الحاجة نبيلة الى أنها زرعت جميع المحاصيل الشبت والبقدونس والأرز والقطن والذرة والكرنب ، والجرجير والخس وغيرها، مضيفة أن التشققات غطت يديها وقدميها بسبب عملها الشاق في الفلاحة، مضيفة أن الذي دفعها إلى العمل في الحقول الزراعية هو مرض زوجها، فلم تجد أمامها سوى تلك المهنة، حتى توفر العلاج له واحتياجات أولادها الخمسة (بنتين و3 أولاد) وتلبية نفقاتهم ونجحت في تزويجهم جميعًا.