رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«نساء من ذهب».. خلقن حياة خاصة بهن في عالم الزراعة

كتب: عبدالحفيط عادل -

03:56 ص | الجمعة 08 أكتوبر 2021

مشروع إلهام

خلال السنوات القليلة الماضية، شهد مجتمع الريف والصعيد تحولات ثقافية واجتماعية ألقت بظلالها على نمط الحياة فى منظومة القيم الثقافية فى هذا المجتمع، كما انعكست على نظرة أهل تلك القرى إلى الكثير من القضايا والأمور، فما كان مرفوضاً بالأمس صار متاحاً اليوم، خاصة فى الأمور التى تتعلق بخروج المرأة إلى سوق العمل لتكفل أسرتها.

ويرجع سبب هذه التحولات إلى عدة أمور، بعضها نتيجة لما شهدته القرية، سواء فى الصعيد أو الدلتا من انتشار التعليم، الذى أدى إلى تغيير بعض المفاهيم ونظرة المجتمع لتلك القضايا أو نتيجة للأوضاع الاقتصادية الخانقة وظروف الحياة الصعبة وارتفاع معدلات الفقر، التى دفعت المرأة، خصوصاً تلك التى تكفل أسرة بمفردها بعد وفاة الأب أو ظروف مرضه، فلا تجد سبيلاً أمامها سوى الخروج لسوق العمل لكى تلبى احتياجات أسرتها.

ووسط هذه الظروف، ظهرت مجموعة من المشروعات الداعمة لتمكين المرأة، كان من بينها مشروع «برايم» وهو يهدف إلى تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين فى الريف، ويدعمه عدد من المؤسسات الدولية مثل الصندوق الدولى للتنمية الزراعية «الإيفاد»، وعدد من الجمعيات الأهلية، إضافة إلى وزارة الزراعة وصندوق تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى دعمت عدداً من المزارعين، خاصة السيدات، وتمكينهم اقتصادياً، وهو ما ستستعرضه «الوطن»، لنماذج من قصص سيدات نجحن وخلقن حياة خاصة بهن.

«إلهام» تركت «الحقوق» وحولت «هادر» الرمان إلى «دبس»: «فى طريقى للعالمية»

قررت التخلى عن الحقوق والاتجاه إلى الزراعة، كى تخدم أهلها فى محافظة أسيوط، التى تشتهر بزراعة الرمان، وتخفف من العبء الكبير الذى يقع على المزارعين والأسر أثناء فترة حصاد الرمان، بسبب وجود 30% من المحصول «هادر»، أى جزء تالف نتيجة تفتح الرمانة مما يدفع المزارعين إلى تركه أمام الترع وعلى رأس الأراضى.

فكرت «إلهام أحمد جابر»، ابنة مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، والحاصلة على ليسانس حقوق، أن تستخدم هادر الرمان لكى تصنع به منتجاً ذا دخل اقتصادى، يخفف العبء على المزارعين، الذين يتكبدون مبالغ ضخمة لزراعة الرمان، وبالفعل أنشأت وحدة لتصنيع دبس الرمان من الهادر، لكنها كانت تحتاج إلى شخص يوجهها ويعطيها خطوات العمل، وكان «مشروع برايم»، وهو لدعم صغار المزارعين تساهم فيه جهات حكومية ومنظمات أهلية ودولية، كان بمثابة الشخص الذى مد إليها يد العون وأعطاها التأسيس الصحيح لهذا المشروع ومدها بتدريبات على التصنيع وسلامة الغذاء والتسويق.

بدأت «الهام» أولى خطوات مشروعها بجمع هادر الرمان من المزارعين، وتصنيع دبس الرمان، وشاركت فى المعارض التى نظمها «برايم»، وبدأ يطلب منها كميات كبيرة، ولكن كان أمامها عقبات وهى ضيق المكان الذى كانت تصنع فيه، وكذلك قلة عدد العاملين فى المصنع، بالإضافة إلى أن العصارات التى كنت تستخدمها كانت يدوية وبطيئة: «العصارات كانت تحتاج مجهود بدنى ووقت، رجعت للناس فى برايم وطلبت منهم دعمى بمعدات جديدة».

صاحبة وحدة التصنيع: «كان يعمل معى 10 مزارعين وبفضل برايم أصبحوا 50 .. وحاولت تخفيف عبء الخسائر عنهم»

وطلبت «إلهام» من «مشروع برايم» أن يدعمها ويمولها، وبالفعل أمدوها بعصارة أوتوماتيك حديثة، كانت أول عصارة فى أسيوط، تقول «إلهام»: «من بعدها مشروعى اتغير 360 درجة، وأصبح المصنع يعصر من 5 إلى 6 أطنان يومياً بدلاً من 1 طن يومياً.

لم يمر وقت طويل حتى قامت «إلهام» بدراسة معايير سلامة الغذاء، وأخذ كورسات فى التسويق الرقمى، وتقرر بعد ذلك ترخيص مصنعها بإنشاء سجل تجارى وآخر ضريبى، وتقوم بتصنيع دبس الرمان، بداية من جمعه للمزارعين وعصره حتى تغليفه وإعادة بيعه: «مع الوقت بدأت أدرس تسويق وسلامة غذاء، وقررت أن أقوم بجميع عمليات التصنيع حتى التغليف، وربنا كرمنى وقدرت أعمل عقود مع شركات كتير وأورد لهم منتجى الخاص»، وتضيف «إلهام»: «بفضل الله ثم «برايم» بعدما كان يعمل معى 10 مزارعين، أصبحوا 50، وساعدنا برايم فى الحصول على منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتؤسس لنا الوكالة حالياً وحدة تصنيع كمكافأة، وسوف ترونى فى الأسواق الخارجية، حيث إننا بدأنا نضع قدمنا على أول خطوة فى التسويق وأول إبرام عقود دبس رمان، ورمان مخصص للتصدير، وسترتفع أصواتنا فى الخارج».