كتب: آية أشرف -
09:36 ص | الأحد 28 أغسطس 2022
أمام أحد محلات الحواوشي، داخل واحد من أشهر شوارع عروس البحر المتوسط، تقف رحمة أمين، صاحبة الـ 20 عامًا، على قدميها تحمل حقيبة ثقيلة على ظهرها تنتظر تجهيز «الأوردر» قبل التحرك لتوصيله لصاحبه.. صورة التقطت بشكل عفوي، لفتاة تعمل بتوصيل الطلبات بالإسكندرية باتت تضج بمواقع التواصل الاجتماعي بين الكثير، مشيدين بنشاطها وقدرتها على التواصل والعمل.
من 8 لـ 12 ساعة تعمل فيهما «رحمة» التي تدرس بكلية التجارة في توصيل الطلبات يوميًا، لكسب «قوت يومها» في محاولات منها لتخفيف العبء على والدها، وتحمل مصاريفها ومسؤولياتها.
لم تتوقع «رحمة» التي تتحدث باللغة الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، عقب تفوقها بإحدى مدارس اللغات، أن يصل الأمر بها إلى العمل بتوصيل الطلبات، إلا أن الأمر بات بمثابة بناء شخصية جديدة لها، وفقًا لحديثها لـ «هُن»: «اتعلمت في لغات، وبعدها قرر والدي أدخل ثانوي تجاري، لكن تفوقت والتحقت بكلية التجارة وقررت اعتمد على نفسي وأنا اللي أوفر مصروفي وحاجتي كلها».
وعن عملها بتوصيل طلبات الزبائن من الأكلات والمشروبات، فكان الأمر بمثابة تجربة مختلفة تمنحها بعض من الحرية لعدم عملها مع مدير مباشر بشكل دائم: «مرتاحة إني مش مع مدير واحد بعينه، بروح وباجي أنا والموضوع مُريح نفسيًا أكتر منه ماديًا، لكن للأسف مش جسمانيًا، أحيانا بمشي بالـ 14 ساعة على رجلي، معنديش وسيلة توصيل إلا رجليا».
صورة باتت تضج مواقع التواصل الاجتماعي، عرفها الجيران والمعارف: «فجأة اتبعتتلي وإنه أنا صورتي منتشرة، عرفوني من ضهري لأني الوحيدة اللي شغالة دليفري على رجليا».
مواقف صعبة لم تقوى عليها صاحبة الـ 20 عامًا، إذ تتعرض للتنمر والسخرية من الكثير، والعنصرية من بعض أصحاب المطاعم والمحلات: «ممكن يقولولي استني برة في الشارع على رجلي، وكتير بيمنوعني أدخل الحمامات على اعتبار إني مش زبونة وبتاعة توصيل، وفي زباين طبعًا بتزعق معايا لو وصلت متأخر بسبب الطريق».