كتب: رجب آدم -
10:23 م | الأحد 07 أغسطس 2022
بوجه بشوش ويد شقيانة داخل ورشة صغيرة في صعيد مصر، تحمل في طياتها معاناة وتعب «الست سهير» أشهر صانعة فخار في قنا، التي تخرج مع كل طلعة شمس لتبدأ في تصنيع الطمي وتخميره لتصبح عجينة في النهاية تشكل بها الطواجن والأواني الفخارية متمسكة بمهنة الأجداد كي لا تندثر.
«صباح الخير يا ورشتي يا عزاني وعزا عيالي وربتيني وربيتي عيالي».. بهذه الكلمات تبدأ الست سهير حديثها إلى «الوطن» من موقع صنعتها في قرية الشيخ علي بمركز نقادة جنوب محافظة قنا معبرة عن حبها لمهنتها رغم معارضة البعض لها كونها امرأة لا تتحمل صعوبات المهنة.
وتقول سهير أبو اليزيد: «أنا طلعت لقيت أبويا وأجدادي في مهنة صناعة الأواني الفخارية»، موضحة أنها اتعلقت بوالدها من نعومة أظافرها حتى تعلمت المهنة «وشربت الصنعة رغم اعتراض أشقائي كوني بنت، ولكن تحديت العادات والتقاليد حتى أصبحت معلمة الكل ليتعلم مني»، لافتة إلى أنها علمت أبناءها من خيرها.
وتابعت، أن زوجها تعرض لانتكاسة ومرض بعد تقدمه في العمر، «جعلني السبب ده أني أعمل لجمع المال لتربية أبنائي والإنفاق على الأسرة»، موضحة أنه رغم الشقاء اليومي «إلا إني راضية بهذا العمل الذي أقدم فيه الكثير وإنتاج منتجات صحية».
وأشارت إلى بداية عملها يوميا يبدأ عقب صلاة الفجر حتى قرب الظهيرة، واستراحة حتى العصر، «وبعدها استأنف عملي على في إعداد ما يلزم من تجهيز الطمي وتخميره ووضع الإضافات اللازمة لتصبح عجينة متكاملة في ثاني يوم».
وتابعت أنها تنتج كل الأواني الفخارية المنزلية من زبدية وطاجن وكل شيء يلزم المنزل الريفي وغيرها من المطاعم، موضحة أن منتجاتها التي تقوم بتصنيعها تكون بالطلب، لافتة إلى أنها تعمل ساعات طويلة لتلبية طلبات العملاء، كاشفة أن سبب الإقبال على هذه المنتجات ليقين المواطنين أنها صحية عن الأطباق والأواني المصنوعة من الألومنيوم والبلاستيك والصيني.
وطالبت الست سهير، أن حلمها توفير مكان لها في مدينة الحرف التراثية في نقادة التي خصص لها المحافظ قطعة أرض كبيرة، كما تتمنى أن يتم تنفيذ هذا المشروع الذي سوف يحي تراث الأجداد من جديد قبل الاندثار.