كتب: إبراهيم الديهي -
09:35 م | السبت 05 سبتمبر 2020
"ست بـ100 راجل"، أفنت سنوات عمرها في الكفاح من أجل تربية ورعاية أبنائها، بعد أن توفى زوجها قبل 27 سنة، تاركاً لها 3 أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، اضطرت إلى العمل في الزراعة باليومية، لتدبير احتياجات أسرتها يوماً بعد يوم.
أعطت "روحية محفوظ حبيب"، في العقد الخامس من عمرها، كل الحب لأبنائها في خدمتهم ورعايتهم، في ظل أيام صعبة، ولكنها أبت إلا أن تكون حصناً منيعاً للحفاظ علي أبنائها، تستيقظ فجر كل يوم، تشق طريقها نحو الحقل، وتلملم ثيابها بحثاً عن قوت أبنائها، كانت تصطحبهم معها في بعض الأوقات إلى الحقل، خوفا عليهم من تركهم وحدهم بالمنزل.
"ربنا يجعل يومهم قبل يومي علشان ميتبهدلوش"، بهذه الكلمات انطلق لسان الأم "روحية" باكياً، مؤكدة أنها تخاف على أبنائها بعد وفاتها، حيث لا يوجد من يرعاهم ويخاف عليهم، مشيرةً إلى أنها تصلي في كل وقت، وتدعو الله أن يحفظ أبنائها، وأن يرسل إليهم من يخاف عليهم ويساعدهم.
داخل منزل مبنى بالطوب اللبن، يضم حجرتين فقط، تعيش "روحية" مع أبنائها، في إحدى القرى التابعة لمركز الشهداء في محافظة المنوفية، استطاعت أن تكون نموذجاً لأم يجب أن يحتذى بها، ليس لمساعدتها أبنائها فقط، وإنما لعدم طلبها المساعدة من أي شخص.
أكدت لـ"الوطن" أنها لا تريد شيئاً من أحد، وأن أكثر ما يشغلها هو خوفها على أبنائها بعد موتها، إلا أنها أعربت عن رغبتها في زيارة بيت الله الحرام، ولكنها قالت حتى إذا أُتيحت له فرصة لذلك، فكيف لها أن تترك أبنائها دون وجود من يرعاهم.