رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

للرجال فقط

أزواج «الأمهات المكتئبات».. يد حانية تحارب الانهيار

كتب: إيمان مرجان -

02:30 م | الإثنين 25 يوليو 2022

اكتئاب ما بعد الولادة ـ صورة تعبيرية

رغم أنّ مصطلح «اكتئاب ما بعد الولادة» موجود في مراجع الطب النفسي، إلا أنّ الموروث الشعبي في مصر لم يؤمن بهذا النوع من المرض، فمعظم الجدّات والأزواج يعتقدون أنّه لا يوجد شيء اسمه «اكتئاب ما بعد الولادة»، ويرين أنّ الأم التي تشكو من هذا النوع من المرض «بتدلع»، فمن بين نحو 7 حالات تحدّثت معهن «الوطن»، لقيّت 3 منهن دعما من الزوج، والأم، كان بمثابة «نبراس» أضاء ظلمة الاكتئاب وخفف وطأتها على الأم الجديدة.

«صابر» يحضر نفسه لاكتئاب ما بعد الولادة

لم يكن «صابر الشاذلي»، 25 عاما، أخصائي تكنولوجيا معلومات بميناء الدخيلة، يعلم شيئا عن هذا النوع من الاكتئاب قبل حمل زوجته، لكنه قرأ جيدا عن المرض واستعد له، وكان يرى أنّه وزوجته قادران على تخطي الأزمة بسلام.

خريطة تجاوز الأزمة

مجموعة من الأشياء حددها «صابر» لنفسه، لمساعدة زوجته على تجاوز الأزمة، كان أولها: «تقليل المشكلات، السماح لها بإخراج طاقتها في أي شيء، ومساعدتها في أعمال المنزل ورعاية الطفل الصغير» لتقليل الأعباء التي تُثقل كاهلها.

إلى جانب القائمة التي حددها «صابر» لمساعدة زوجته بها، يحاول قضاء أكبر وقت ممكن مع أسرته سواء خارج أو داخل المنزل، يقول: «من فترة قدرنا نسافر برا مصر، عشان تغيّر جو وتتبسط، مش هنقدر نسافر برا تاني دلوقتي، لكن أنا مخطط لأماكن كتير جوا مصر هنروحها قريب بإذن الله».

لا يثق «صابر» في الطبيب النفسي، لذلك لم يشجّع زوجته على هذه الخطوة، لكنه يقدّر أنّ مسؤولية طفل رضيع صعبة للغاية، خاصة أنّ حياة زوجته كانت مليئة بالنجاحات العملية قبل الزواج والولادة، ومع قدوم الطفل تراجع طموح زوجته لحساب الطفل الجديد: «مراتي كانت ناجحة جدا في شغلها، كانت copy writing أون لاين وموهوبة جدا ف الرسم، ودلوقتي كل حاجة وقفت عشان رعاية البيبي، لكن أنا بطمنها إن الموضوع مسألة وقت وهترجع لشغلها ونجاحها من تاني».

قدٌم «صابر» روشتة للٱباء الجدد، لمساندة ودعم زوجاتهم في مواجهة الاكتئاب، وعلى رأسها «التفويت»، يقول: «لازم الزوج يفوت، بلاش يرد العصبية بعصبية، ويحاول يخرج مراته، وميعاتبهاش ولا يستهتر بأي مشكلة تحكيهاله، والأهم يتعود يساعدها في اللي يخص البيبي، زي إنه يغير له الحفاض وينيمه».

أزمة مشتركة بين «أدهم» وزوجته

«البكاء المستمر من جانب الزوجة»، كان أول الأشياء التي لفتت نظر «أدهم شحاتة» 30 عاما، محاسب، إلى معاناة زوجته مع اكتئاب ما بعد الولادة، لكن رد فعله في البداية كان مختلفا، يقول: «حسيت إني عاوز أعيط زيها، أنا كمان كنت مكتئب ومش فاهم الوضع الجديد اللي بقينا فيه».

استجمع «أدهم» قواه سريعا، كان يعلم أنّه يجب أن يكون أي منهم بحالته الطبيعية لمراعاة الطفل، وبعدها فكر الزوجان في السفر ونفذا بالفعل: «كنت محتاج أسافر عشان أساعدها تفوق، مكنتش حابب أشوفها في الحالة اللي كانت فيها، والحمد لله مع الوقت بتتحسن، ومتأكد إنّنا هنعدي الأزمة مع بعض». 

«هاجر» والطبيب النفسي 

لاحظت «هاجر العياشي»، ربة منزل، أعراض اكتئاب ما بعد الولادة على ابنتها في الشهر الأول بعد الوضع، وعلى الفور بدأت القراءة عن المرض، لمعرفة أبعاده ومتى يصبح خطيرا، لم تعتمد في ذلك على شبكة الإنترنت فقط، بل لجأت إلى طبيب نفسي، أكد لها أنّ دعمها سيكون له عظيم الأثر في تعافي ابنتها، ومع الوقت سينتهي إلى الأبد.

نوبات الغضب الشديدة التي كانت تنتاب ابنتها، كانت أكثر إيلاما على نفسها، تقول: «كنت بسيبها تفرغ غضبها وباخد منها الولد لحد ما تهدى، وبعدين اتكلم معاها وأحاول اهون عليها عشان تفوق من اللي هي فيه». 

شجّعت الأم ابنتها على تعلم أشياء جديدة، وبالفعل تميّزت ابنتها في عملها وأصبحت ناجحة، فضلا عن إخوتها الذين لم يبخلوا عليها بحب أو دعم، خاصة بعد انفصالها عن زوجها: «لما بنتي انفصلت عن جوزها اخواتها وقفوا جنبها ودعموها زيي وأكتر، وكانوا بياخدوها يخرجوها ويفسحوها وانا كنت بقعد بالولد في البيت عشان يبقوا براحتهم ويتبسطوا».

نصحت الأم الخمسينية الأزواج والأمهات بدعم زوجاتهم وأبنائهن في مواجهة اكتئاب ما بعد الولادة، تفاديا لأي أفعال قد تقود إلى الندم، تقول: «ممكن نخسر حد قريب مننا بسبب أزمة نفسية بيمر بيها ونرجع نندم إنّنا موقفناش جنبه، ساعتها هنصدق فعلا إنّه كان محتاج لدعم، وهنحس بتأنيب ضمير».