رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

للرجال فقط

«عبيدة» شاب سوري يتغلب على فقدان السمع والبصر بالرسم وتصميم البرامج: ما في مستحيل

كتب: غادة شعبان -

04:37 ص | الثلاثاء 05 يوليو 2022

الشاب السوري عبيدة طربوش

عقارب الساعة تدق الثالثة، تجده يفيق من نومه العميق، مستعدا لأداء فريضة الفجر، يتوضأ ويجلس على سجادة الصلاة، داعيا الله عز وجل أن يتغمده بلطفه ورحمته، ومن ثم يبدأ في تفقد هاتفه المحمول، بأنامله الصغيرة، متجولا في مختلف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يرد على رسائل الأصدقاء، ومع شروق الشمس يخرج لتناول كوب القهوة اليومي رفقة والدته وأشقائه، هكذا هو حال الشاب السوري عبيدة طربوش، في بداية العشرينيات من عمرها، وواحد من أصحاب الصم وضعاف السمع، الذي يتحدى الإعاقة بالرسم والتطوع.

عبيدة طربوش، شاب سوري الأصل، يعيش مع والدته وإخوته، ولد أصم دون بقايا سمعية، فضلا عن اعتلال شبكية بالعين، أدى لضعف البصر، بسبب صلة القرابة بين والديه، توقف تعليمه الدراسي للصف السادس، إذ لم يعد يستطع التعامل مع من حوله، فضلا عن المعوقات في الحركة واستذكار الدروس بلغة الإشارة، حاول الشاب السوري التكيف مع الوضع الذي يعيش به وخلق عالما من الأحلام مقترنا بالريشة والألوان واللوحات الفنية.

داخل مدرسة جمعية رعاية المكفوفين والصم، يقضي الشاب العشريني وقته رفقة الأطفال، يتعامل معهم بلغة الإشارة، ومع أساتذته بقراءة الشفاه، الذي التحق بها وهو بعمر الـ4 أعوام، ومن ثم بدأ في تعلم الحروف كتابةً في السادسة من عمره، ليجد متعته وشغفه فيما بعد بالرسم: «بروح المدرسة مع الأطفال بالباص واخواتي بياخدوني معهد الرسم، وقت ما يكون في دوام دراسي بروح كل يوم على المدرسة كمتطوع».

كفاح من أجل البقاء

الشاب السوري عبيدة طربوش، تحدث لـ«الوطن»، عن معاناته مع الصم وضعف السمع والبصر، ومحاولته في التغلب على تلك الإعاقات من خلال التميز والتفرد، إذ يقول: «ولدت أصم، بدون بقايا سمعية، وصلة القرابة التي بين والدي ووالدتي جعلتني أعاني من اعتلال شبكية بالعين وضعف بصر، باخد دواء قطرة عين وأحيانا فيتامين يقوي العين وأجريت جراحة ماء أبيض عليها».

صعوبات وعراقيل

«ما بقدر أطلع لحالي في مكان بعيد»، صعوبات أخرى تجعل الشاب العشريني عبيدة طربوش، أسيرا لها، لا يستطيع الخروج وتفقد ما حوله بحرية، يد العون الممدودة من الأشقاء تجعله يستطع التغلب على فقدان البصر بعض الشيء، إذ يضيف: «من الصعوبات التي تواجهني الحصول على عمل وعدم تقدير لموهبتي، إذ أهوى الشغل اليدوي وتصميم البرامج».

من متدرب لمتطوع تعليمي

بدأ الشاب عبيدة طربوش، ممارسة هواية الرسم بعمر الخامسة، بعدما اكتشفت موهبته معلمة الرسم، التي شجعته وجعلته ينميها حتى شارك بمعارض الجمعية، ثم تعرف على أستاذ فنون بادر لتعليمه وتطويره: «الوقت الحالي موجود في الجمعية كمتطوع مساعد لمعلمة الرسم الوقت الأكبر بقضي بالرسم وبروح معهد الرسم للتعليم بتابع صفحات الرسم ومتابعة المواقع والفيديوهات على يوتيوب».