رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ100 رجل.. سيدات الصعيد يعدن إحياء حرف تراثية أوشكت على الاندثار

كتب: رضوى هاشم -

07:07 ص | الإثنين 27 يونيو 2022

صناعة الارابيسك بجراجوس

أنامل ذهبية تعزف على أوتار النسيج والأخشاب لتنتج حرفا كانت قد أوشكت على الاندثار في قلب صعيد مصر وتحديدا بقرى المراشدة وجراجوس، حيث تعمل نحو 800 سيدة في مصنعين وورشة وينتجن قطعا فنية وصل إنتاجها إلى متحف اللوفر والأسواق العالمية، حاملة شعار «صنع في مصر».

«الوطن» أجرت جولة وسط الحرفيات الماهرات بمصنع كان قديما مبنى مهجور يتبع مصنعا للدواجن هجره أصحابه قبل أن تلتقطه عين ماهرة وتعيد تأهيله ويصبح المحقق لحلم سيدات بغد أفضل لهن ولأبنائهن بعضهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم والبعض الآخر غاب عنهن العائل عقب انفصال أو رحيل وفئة ثالثة قررن تعلم حرفة تساعدهن على الوقوف في وجه صعوبات الحياة لتوفير غد أفضل لأبنائهن لم يكن لهن الحظ في عيشه.

سيدات من ذهب

أمام ماكينة التطريز وقفت منى أحمد ممسكة بقطعة من سجاد الصلاة الذي يحوي الواحدة منها نحو 200 ألف قطبة تطريز تستغرق صناعة الواحدة منها نحو الأسبوع وتتجاوز تكلفتها الـ400 جنيه من الخامات بخلاف الجهد الذي تقول إن العمل في القطعة يحتاج جهدا كبيرا ما بين قص القطعة وتبطينها ومن ثم جمعها والبدء في التطريز لتكون قطعة مميزة لا يوجد لها مثيل، وبالرغم من المجهود المبذول في واحدة من أكثر محافظات الصعيد حرارة إلا أن كل المجهود يتلاشى كما تقول منى مع رؤية منتجات المصنع تزين فتارين العرض والمعارض الدولية والمحلية لتكون سببا في سعادة أبنائها وتفوقهم خاصة بعدما نجحت في إلحاقهم بمدارس أفضل بل وتدريبهم على رياضة تنفعهم.

«أكثر ما خشينا منه خلال الفترة الماضية أن يُغلق المصنع أبوابه بعد انتشار فيروس كورونا وتوقف العمل في كل القطاعات وكان المنقذ لنا فكرة نفذناها على الفور بصناعة الكمامات، وأصبحنا سريعا المصدر الأول للكمامات بالمحافظة، خاصة مع توفير ماكينة صناعة الكمامات الطبية والمعقمة والتي ساعدت في توفير مصدر دخل دائم وثابت»، بحسب منى.

ومن دشنا لجراجوس، معقل الحرف اليدوية في قنا، والتي تكافح سيداتها للحفاظ على آخر ما تبقى من حرف الأرابيسك والصدف وداخل المصنع نحو 200 سيدة يعملن تحت حرارة الشمس ووسط آلات الحفر والنحت على الخشب والصدف وحتى قرون الماشية لينتجن بمهارة وحرفية قطع فنية تصدر إنتاجها للعالم لا مطلب لهن سوى سقف يحميهن من حرارة الشمس وتأمين صحي يحميهن من غدر المرض ويضمن استمرارية حرفة توشك على الاندثار.

كانت الانطلاقة من مؤسسة القلب الكبير العاملة في المناطق الأكثر فقرا ب‘نشاء أول مصنع الملابس الجاهزة في صعيد مصر بتكلفة بلغت 605 آلاف دولار، على مساحة 500 متر مربع، وأسندت تنفيذه إلى المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة «نداء»، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك ضمن مساعي المؤسسة التنموية المتواصلة في المنطقة، والتي شملت برامج تدريب مهني تسعى إلى تمكين المرأة وتزويدها بالمهارات اللازمة للانضمام إلى صفوف القوى العاملة المنتجة.