رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ريم» طبيبة تبدع في الرسم على الأثاث: وسيلتي للتخلص من أعباء وضغوط الحياة

كتب: آية الله الجافي -

06:46 ص | الأحد 19 يونيو 2022

ريم أسامة

عندما بلغت الثلاثينية «ريم أسامة» 6 سنوات، اكتشفت أن العالم عبارة عن لوحة كبيرة، تستطيع أن تضع فيها ما تشاء من الرسومات والألوان، لتُجمل بذلك الواقع الذي تحياه هي ومن حولها.. ولشعورها بأن الرسم مثل الماء والهواء بالنسبة إليها، فلم تسمح لأي شيء أن يُعطلها عنه باعتباره شغفها الأول في الحياة، لتسعى بعد ذلك في استكمال تلك اللوحة، حتى بعد دخولها كلية الطب، وتأسيس بيت الزوجية.   

 «كنت بصرف كل فلوس العيدية على علب وكراسات الألوان»، فارتبطت جميع ذكرياتها منذ الطفولة بالرسم، ومع كل مرحلة عمرية جديدة، كانت تختلف الخامات ونوعية الألوان التي تستخدمها في الرسم.. في البداية كانت تحب الرسم بالألوان المائية ثم الألوان الزيتية حتى استخدمت ألوان الأكريليك.

 وسيلتها للتخلص من ضغوط الحياة

و‏رغم عشق ريم للرسم إلا أنها قررت أن تدرس في كلية الطب جامعة عين شمس، لأنها اعتبرت الرسم هو المنفذ الوحيد الذي يمكنها اللجوء إليه للتخلص من ضغوطات الحياة، ووضعه في خانة القيود الدراسية سيجعلها تفقد معناه: «كله كان متوقع أدخل فنون جميلة بس رفضت فكرة أن الرسم يكون فرض عليا وأكرهه».

 ظل الرسم كالصديق المُقرب الذي تلجأ إليه ريم للتخلص من صعوبة الدراسة في كلية الطب، فكانت تجد راحتها في رسم المناظر الطبيعية والبنات ذوات الشعر الطائر، والرسومات السيريالية التي تعبر من خلالها عن شيء بداخلها، حتى تخرجت وأصبحت استشاري جراحة شبكية العيون بالإضافة إلى عملها ضمن أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب جامعة عين شمس، وخلال ذلك تطور الأمر معها حتى أبدعت في الرسم على الأثاث: «لازم أخصص كل يوم وقت للرسم حتى لو مشغولة».

 الرسم لمحاربة اكتئاب ما بعد الولادة

 بعد زواجها وانجابها لطفلها الأول، لم تجد سوى الرسم لينجدها من اكتئاب ما بعد الولادة الذي يصاحب الكثير من النساء، ويظهر في صورة الحزن الشديد خاصة في الأسابيع أو الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة: «قررت وقتها اني لازم أعمل مشروعي في الرسم على الأثاث»، وفي ذلك الوقت لجأت إلى القراءة لتدعيم موهبتها، وقامت بالكثير من التجارب للرسم على الأثاث حتى وصلت للمستوى المتميز الذي حلمت به.

 قررت «ريم» في عام 2015 أن تشتري قطع خشبية لتقوم بالرسم عليها وعرضها على فيسبوك، وبعدما لقت اعجابًا واقبالًا كبيرًا، بدأت عملها في إعادة تدوير الأثاث القديم من خلال الرسم، ثم طورت ذلك وأسست مشروع خاص بها للرسم على الأثاث: «اشتغلت مع فريق من النجارين.. بينفذوا أوض كاملة.. وأنا أرسم عليها أشكال مختلفة بالاتفاق مع العميل»، وكانت فئة الأطفال الأكثر انبهارًا بعملها، حسب قولها، لأنها كانت ترسم غرف نومهم بالحيوانات أو الشخصيات الكرتونية التي يفضلونها.

 

«كنت بخلص شغلي في المستشفى.. وأروح بليل جري علشان أرسم في جراج البيت»، فكانت تختزل من ساعات نومها، حتى تُظهر إبداعها للعالم من خلال الرسم، بما جعلها أكثر نشاطًا وإتقانًا في عملها كطبيبة، وفقًا لحديثها، حتى أنها شبهت الوقت الذي ترسم فيه بلقاء غرامي مع حبيبها، الذي يجعلها تهتم بملابسها وعطرها ومظهرها العام، لتكون في كامل أناقتها أمامه.

 حلم المشاركة في المعارض الفنية

 تخطط ريم في المرحلة الحالية تأسيس الجاليري الخاص بها لعرض رسوماتها الإبداعية على الأثاث، كما بدأت بتُجهيز عدد من القطع المميزة لتشارك بهم في المعارض الفنية: «متحمسة جدا أشوف رد فعل الناس على شغلي بشكل مباشر.. لأنه كان مقتصر على الأون لاين»، سعيًا وراء حلمها في وضع بصمة مختلفة في عالم فن الأثاث.