رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

«أم عبد الرحمن» تشقى في الأرض بعد مرض زوجها منذ 20 سنة: الست الأصيلة تشيل

كتب: سمر عبد الرحمن -

09:32 ص | الثلاثاء 07 يونيو 2022

السيدة أم عبدالرحمن

لم تتخل عنه بعدما نهش المرض جسده، بل كانت بمثابة عموده الفقري، بعدما أصيب بغضروف أفقده القدرة على العمل وحمل الأشياء القيلة، لتقرر أن تكون ضهره الذي انكسر، وسنده وعوضه عما فقد، تشقى في الأرض الزراعية، قاطعة عشرات الكيلو مترات، لتتحصل على نحو 100 جنيه يوميا، كي تستطيع أن تنفق على أسرتها المكونة من 5 أشخاص.

«أم عبد الرحمن» كما تحب أن يناديها زميلاتها العاملات في الأرض الزراعية، تبلغ من العمر 48 عاما، تعمل في تلك المهنة منذ 20 عاما، بعدما أصاب المرض زوجها: «الراجل لما يتعب الست الأصيلة تشيله، أنا ماسيبتوش ولا فكرت في غيره، هو كان سندي لفترة كبيرة، فقررت أكون سنده بعد المرض ماهد حيله، وبتعب وبسرح في الأراضي علشان أقدر أصرف على بيتي، ومليش شغلانة غير كده ومعرفش أشتغل حاجة، غير إني أسرح في أراضي خلق الله، علشان أقدر أجيب تمن علاج جوزي، وتعليم ولادي».

تستيقظ مع أذان الفجر يوميا

تستيقظ السيدة الأربعينية، مع أذان الفجر، تجهز أدوات الشغل، وهي عبارة عن «جردل جلد وجوانتي سميك وحزام وسط»، وتتجمع هي وزميلاتها من قريتها والقرى المجاورة في محافظة كفر الشيخ، لينطلقن إلى الأراضي الزراعية في مختلف المحافظات: «بنلف المحافظات القريبة، فيه مقاولة أنفار بتجمعنا في عربية كل يوم ونسرح في الأراضي، علشان آخر اليوم ربنا يكرمنا بـ100 جنيه أو 150 جنيه، على حسب السرحة، وشغلنا كله بإيدينا، يعني صحتنا هي راس مالنا، لو تعبت شوية مش بعرف أصرف على ولادي».

12 ساعة في العمل بالأراضي

نحو 12 ساعة تقضيها السيدة أم عبد الرحمن، منحنية الظهر لجمع محصول البطاطس والبصل ومحاصيل زراعية أخرى، لتتمكن من توفير نفقات علاج زوجها: «ممكن نشتغل من 5 الصبح لـ5 المغرب، ويمكن قبل كده، يعني بنشتغل أكثر من 12 ساعة، وجمع البطاطس بيعتمد على انحناء الظهر، وده بيسبب لينا كعاملات أمراض كتيرة منها، الغضروف والفقرات، وجوزي تعب وجاله غضروف وقالوا ليه مينفعش عملية جراحية، ومفيش غير الشغل ده».

لا تتمنى تلك السيدة المكافحة، سوى أن يتم توفير رعاية لها ولزميلاتها من العامبلات، إذ لا يتمعن بأي مظلة تأمينية: «مفيش أي تأمين ضد المخاطر أو الإصابة لينا، وشغلانتنا كلها مخاطر، وأنا مليش أي تأمين، وجوزي بياخد معاش حوالي 400 جنيه فقط».