كتب: سلوى الزغبى -
12:21 ص | الإثنين 06 يونيو 2022
الأم التي قتلت أطفالها الثلاثة في الدقهلية، وانتشر الحديث عن معاناتها من اكتئاب ما بعد الولادة بعدما أنجبت طفلتها التي لم تتم الأربعة أشهر، بجانب معاناة ابنها الأكبر الذي لم يصل لعامه العاشر من مرض التوحد، والتطرق لشعورها بالذنب تجاه هذا الابن أنه ربما تكون معاناته وراثية منها، ما جعلها تقدم على ارتكاب تلك الجريمة، كل ذلك جعل الحديث عن اكتئاب ما بعد الولادة محل بحث وتساؤل، خاصة إذا كان المولود مصابًا بمرض وراثي.
قدمت الدكتورة منى حمدي، استشاري الإرشاد الأسري، خلال حديثها في برنامج «جروب الماميز»، تحليلًا نفسيًا للأم في مرحلة اكتئاب ما بعد الولادة خاصة إذا كان المولود يعاني من مرض وراثي، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى صلابة نفسية، وهو التعريف المقابل للهشاشة النفسية، مشددة على أن جزءًا من الصلابة هي فكرة الرضا بصفة عامة، وأن تقبل الأحداث يبدأ من الصلابة، ومَن يعاني من الهشاشة النفسية سيحدث له احتراقا نفسيا وصدمة إذا علم أن الجنين يعاني من مرض وراثي وسيتضاعف مع اكتئاب مع بعد الولادة.
وسواء إذا كانت السيدة تعاني من صلابة أو هشاشة نفسية، فهي تحتاج إلى الدعم من المقربين وأولهم الزوج، الذي يستطيع بدعمه أن يجعلها تتخطى كل الصعاب، وإذا كان يعاني الطرفين من هشاشة نفسية فلا بد من طلب مساعدة خارجية «مقفلش ع نفسي، ألجأ للأهل.. انفتحوا ع الناس واطلبوا الدعم لو مش كافي اطلب الاستشارة النفسية».
وتنصح الأم التي تقع تحت هذا الضغط ألا تتوقف عن الرضاعة الطبيعية «ننصحها تتغلب على اكتئابات ما بعد الولادة، بأن تجبر نفسها على الرضاعة، لأنها هترفع الهرمون اللي بيفرز الاتصال الإنساني بين الأم وطفلها، يخفض هرمونات التوتر»، كما يجب أن تتعرض للشمس لأن فيتامين د هيرفعلها المؤثرات العصبية المسؤولة عن تعديل المزاج، ويجب أن تأكل طعاما صحيا وتبعد عن النشويات البسيطة، وتتمثل في السكريات مثل السكر الخام، العيش الفينو والشامي، عصير الفواكه «لأنها بتدي سعادة وقتية وعلى المدى البعيد تدي اكتئاب».
أما عن مَن يقدمون الدعم فعليهم ألَا يبسطوا من أزمة الأم أو يوصلون لها إحساس أن «أزمتها تافهة»، لأن ذلك يزيد من معاناتها النفسية، ولكن يجب أن تكون هناك مشاركة وجدانية بتقدير حجم ما تعاني منه الأم.