قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي، إن الحزن والإحساس بالسواد، وعدم القدرة على التعامل مع الحياة، وعدم الاهتمام بالمظهر والطعام والنوم، وتوارد أفكار انتحارية باستمرار في ذهن الأم، والمشكلة في هذا النوع من الاكتئاب أن هذا المرض يُمكن أن يُورث إلى الأطفال، ولذلك تُفكر في التخلص من أطفالها والانتحار بعدها.

وأضاف «بحري»، في مداخلة هاتفية مع برنامج «مساء dmc»، المذاع على قناة «dmc» الفضائية، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه، أنه كلما كان التشخيص سريعا فإن الأدوية تأتي بنتيجة جيدة في العلاج.

وتابع أستاذ الطب النفسي، أن السيدة تعبِّر عن ألمها في البداية، مثل: «أنا مجهدة، وتعبانة ومضايقة»، وبعدها تُعطي إنذارات أخرى بين السطور مثل: «أنا مش قادرة أعيش، وأنا مش قادرة أكمل، وأنا عايزة أخلص من حياتي»، لكن المشكلة أن الأهل لا يأخذون هذا الكلام على محمل الجد، وهذا يزيد من خطورة المرض.

ولفت إلى أنه يجب مساعدتها في الفحص المبكر والذهاب إلى الطبيب، وأن تتكاتف العائلة لمساعدتها في الأزمة الجديدة التي تعاني منها، وتكون عليها مسؤوليات كبيرة، ولكن العائلة يقولون لها: «إحنا استحملناكي كتير في الحمل والولادة، واتحملي أنتي الباقي»، ولكن يجب عليهم أن يدعمونها ويشعرونها أنها مرغوبة ومحبوبة.

وعرض البرنامج تقريرًا عن هذا المرض، تحدثت فيه عدد من الأمهات عن تجربتهن، حيث قالت إحداهن إنها رغم حبها لطفلتها الصغيرة التي أنجبتها إلا أنها كانت تعاني من اكتئاب شديد لدرجة أنها رفضتها، ورفضت إطعامها ورضاعتها، الأمر الذي كان خطرا على حياة الطفلة الصغيرة، بينما قالت سيدة أخرى أنها تعرضت في هذه الفترة إلى أزمة نفسية شديدة جعلتها تكره كل شيء في الحياة.