رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

«بيري» تحارب التصلب المتعدد بالتفوق الجامعي والمشغولات اليدوية: هتغلب على خوفي

كتب: غادة شعبان -

03:51 م | الإثنين 30 مايو 2022

مرض التصلب المتعدد

خرجت من عالمها الصغير، وحياة اللهو والترف، إلى عالم المرض والمستشفيات، لم تعد كسائر صديقاتها المحيطين بها، لم تستطع التفرغ لسنة تحديد المصير العمرية مثلما خططت، عاشت رعبًا أكبر من شبح الثانوية العامة، إذ تفاجئت مع دخول سنة القلق والخوف، بحاضر ومستقبل مجهول، يفوق نتيجة الاختبارات، إذ عاشت الطالبة بيري سامح، آلامًا تفوق قدرة تحمل جسدها الهزيل، لتدخل في دوامة المستشفيات بعد إصابتها بمرض مناعي نادر لم يُكتشف له علاج بعد، إذ شُخصت بمرض التصلب المتعدد.

بيري سامح، شابة في بداية العشرينات، شُخصت بمرض التصلب المتعدد، في عام 2018، ولا تزال تعاني منه حتى الآن، تخوض حرب شرسة مع شبح هاجم جسدها ويرغب في السيطرة عليه، لكنها تحاول التشبث بالأمل والمعافرة، علها تنجح في معركتها، لتروي الشابة كواليس إصابتها بـMS، خلال حديثها لـ«الوطن» ومراحل العلاج.

آلام بدأت في الثانوية ورحلة كفاح لسنوات

«جالي المرض في ثانوية عامة، الهجمات كانت زغللة في العين وتنميل في رجلي الشمال»، بتلك العبارة روت الطالبة «بيري» الأعراض التي داهمت جسدها، قبل اكتشاف إصابتها بـMS، وغيرت مجرى حياتها بالكامل: «روحت أكشف نظر، الدكتور قالي في حاجة ورا الشبكية، وطلب مني أشعة رنين واعرضها على دكتور مخ و أعصاب، وبعدها شُخصت بالمرض، والدكاترة مش عارفين له علاج، تعبت في المذاكرة واجتهدت وجبت مجموع عالي ودخلت كلية نظم ومعلومات».

وقع خبر إصابة الطالبة العشرينية، عليها وعلى أسرتها كالصاعقة، الجميع ينتابهم حالة من الخوف من المرض والمصير المجهول: «كنت في الأول منهارة، الدكاترة بدأوا يطمنوني، بقالي 3 سنين باخد حقن تحت الجلد، وبعمل أشعة رنين كل 6 شهور».

رعب وهجمات تلو الأخرى

«بخاف من شكشكة الحقن، وجاتلي هجمة في 2021 أثرت على أعصاب إيدي»، بتلك العبارة واصلت «بيري» محاربة التصلب المتعدد:«التنميل في رجلي الشمال بيشل حركتي، مبعرفش اتحرك ولا أمشي، الدكتور قالي معرفش الهجمة الثالثة هتكون إزاي ولا هتعمل فيكي إيه».

«بيري»: جبت مجموع عالي وبحاربه بالكروشية

حاولت الشابة العشرينية التغلب على معاناة المرض بالنجاح والتفوق، سواء في الدراسة أو في سوق العمل، مضيفة: «بقاوم المرض وبذاكر وبجيب امتيازات في الكلية، بخرج الطاقة السلبية في المشغولات اليدوية والكروشية، بحاول أعمل مجهود بسيط ينسيني التعب، بقيت بتعامل معاه زي الصداع».

رحلة العلاج على نفقة الدولة، عاشت فيها الشابة أيامًا صعية، وكانت تساعدها فيها شقيقتها الكبرى: «كنت بروح مستشفى الدمرداش، ونطلع نروح للجنة اللي هتكشف عليا، ولازم أخلص الورق بنفسي، وحاليًا بتعالج في مستشفى دار الشفاء بالمجان، الدواء العلبة الواحدة بتعمل مش أقل من 16 ألف جنيه، وده اللي بتوفره الدولة للمرضى بالمجان».

لم تتأثر حياة الشابة الجامعية وعلاقتها بصديقاتها داخل الجامعة، لم تعانِ من نظرات الخوف والهلع، بل وجدت الدعم منهن والكنز في الرحلة: «بتعامل عادي وباكل مع صحابي من أكل المحلات، باخد فيتامينات علشان المرض ميأثرش على الذاكرة، وماشية على نظام غذائي محدد».