كتب: منة الصياد -
01:36 م | الإثنين 09 مايو 2022
في ليلة وضحاها فقد أسرته وبات من المشردين وهو لا يزال رضيعا، ومن ثم أصبح دار الرعاية هو مأواه الوحيد في الدنيا بعد أن رحل عنه الأب والأم في أحداث زلزال عام 1992 المدمر والشهير، الذي جرف معه آلاف الأرواح في القاهرة، وتسبب في فقدان العديد من الأطفال بفئات عمرية مختلفة، وكان عادل المصري، واحدا من بين هؤلاء الصغار حينها، لكنه بمرور الأيام والسنوات تمكن من تحويل حياته إلى جنة صغيرة بعد أن تغلب على اليأس من العيش بمفرده دون أهل أو عائل.
«عادل» أنهى سنواته الدراسية الأساسية حتى المرحلة الجامعية داخل إحدى دور الرعاية التي استقبلته وهو لا يزال رضيعا مفقودا تحت أنقاض الزلزال المدمر، حتى توجه لأداء خدمته العسكرية، وما إن أنهاها وقرر العودة لمأواه الوحيد مرة أخرى، ليتفاجأ بإغلاق الدار، وبات تائها بين الشوارع بمفرده: «لقيت الدار قفلت، وماكنش معايا حاجة وقتها غير مبلغ صغير هما بيسيبوه لينا في دفتر توفير، وبقيت أبات في الشوارع، لحد ما لقيت أوضة صغيرة وعيشت فيها 3 شهور».
لم ييأس الشاب الثلاثيني من ظروفه القاسية، حتى قرر الاعتماد على ذاته وتمكن بعد فترة من الوقت من شراء سكن صغير له، لكنه لم يسعد به كثيرا وهو ما كشفه خلال حديثه عبر بث مباشر مع «الوطن».
الرغبة في توفير مجال للعمل دفع «عادل» لبيع مسكنه الوحيد لاستثمار أمواله في مشروع خاص صغير لكنه فشل ولم يُكتب له النجاح: «خسرت الشقة والفلوس، بس قررت بعد كدا أخد كورسات في كذا مجال ونجحت فيها، وبدأت أدرسها للي محتاجينها في دور الرعاية، ومع الوقت بقيت أدرس وأشتغل في كذا مجال، لحد ما نجحت في تأسيس شغل خاص بيا، وبقى عندي شركة صغيرة قدرت أكبرها مع الوقت».