كتب: إنجي الطوخي -
07:55 م | الإثنين 18 أبريل 2022
ظهرت قضايا المرأة فى مسلسلات وإعلانات رمضان هذا العام بشكل لافت، سواء في قضايا متعلقة بحقوق المرأة أو مفاهيم عالمية يجرى توضيح معناها للعامة، مما جعل الجمهور يتفاعل معها، ليس فقط من خلال المتابعة المستمرة لأحداث المسلسلات، ولكن أيضا من خلال إبداء رأيه بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمفارقة أن الجدل المحتدم حول تلك القضايا لم يكن من جمهور النساء فقط بل كان للرجل نصيب أيضا فيه.
وكان على رأس القائمة مسلسل «فاتن أمل حربي» الذي يروى حكاية طلاق موظفة بالشهر العقارى من زوجها ومواجهته فى المحاكم، وفى ثنايا المسلسل يتم فتح الباب لمناقشة قوانين الأحوال الشخصية، وإمكانية تعديلها بما يناسب وضع المرأة الحالى.
أما المسلسل الثاني فكان «الكبير أوي» وهو من بطولة الفنان أحمد مكي ويدور فى إطار كوميدى، ولكن فى مجموعة من الحلقات ناقش مفهوم منتشر وهو «المرأة الفيمنيست» وهى كلمة إنجليزية أصلها الـ« Feminism»، تعني الحركات النسوية لمناصرة حقوق المرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، وهناك المسلسل الذي بدأ العرض حديثا وهو مسلسل «بطلوع الروح» الذي يناقش قضية إجبار زوج لزوجته على الانضمام لصفوف الجماعات المتطرفة من خلال خطف ابنها الصغير بما يخالف القانون.
بينما أثار مسلسل «فاتن أمل حربي» شجون الكثير من النساء ممن تعرضن لتجربة الطلاق واضطرت إلى الذهاب للمحاكم من أجل الحصول على حقوقها، وشهدت المجموعات النسائية الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوة لتغيير قانون الأحول الشخصية فيما يتعلق بحق النفقة والقائمة والولاية التعليمية.
وأثار حلقات مسلسل الكبير أوى بخصوص مفهوم «الفيمنست» حالة من الكوميديا والسخرية بين الرجال الذي عبر بعضهم ساخرا أن المسلسل سوف يجعل النساء تعود لحالة الهجوم على الرجال، وقال «جاسر محمود» ممازحا: «صناع مسلسل الكبير أوي فتحوا باب الهجوم على نفسهم بمناقشة قضية النسوية وتوضيح أنها عدو للرجل، وهي حقيقة الرجال ولكن الرجال لا يتحدثون عن الأمر لإراحة أنفسهم» واستطرد ممازحا: «الآن النساء فى مجموعات قوية بذاتي ويوميات فيمنست يجهزن أسلحة الهجوم الله يكون فى عون الرجل».
من جانبها قالت «آية منير» مؤسس مبادرة «سوبروومان» التىيتستهدف التوعية بحقوق المرأة، أن المسلسلات التى تعالج قضابا المرأة كانت بحاجة إلى مزيد من العمق فى عرض القضية، وضربت مثال بمسلسل «فاتن أمل حربي» لكى تحقق الهدف المرجو منها، فشخصية «نيللى كريم» في المسلسل لها دوائر داعمة كثيرة بداية من أصدقائها ثم المحامين وحتى أفراد المجتمع العادي الذي يتابع تطور قضيتها يتعاطف معها: «المسلسل جيد جدا لأنه فتح نقاش مجتمعى حول قضايا المرأة، ونحن فى مبادرة سوبروومان قمنا باستغلاله فى توضيح كل قضية قانونية يعرضها، ولكن هناك بعض النقاط التى يجب توضحيها، وهي أن القانون ليس فقط هو الذي ضد المرأة كما ظهر في المسلسل، بل هناك أشياء أخرى ضدها، أحيانا المجتمع يكون ضدها لأنه يخاف من لقب مطلقة، فهناك تأييد شعبي للفتاوي التى تنطلق ممن يتحدثوا باسم الدين ضد المرأة».
وبالنسبة لمسلسل «الكبير أوى» ومناقشة مفهوم «الفيمنست» فقد اعتبرت «آية» أن السخرية أو المزاح بخصوص أى فئة فى المجتمع هى مقبولة طالما لا تتضمن دعوة لممارسة العنف:«قضايا المرأة لا يمكن اختزالها فى النسويات كأفراد هذا ظلم للمرأة نفسها، والصورة النمطية فى الدراما عن السيدات المدافعات عن قضايا المرأة بأنها سيدة قوية لا تهاب شيئا وأحيانا مخيفة لن تتغير بين يوم وليلة بل تحتاج مزيد من الوقت، ولكن في المجمل لا يمكن أن يكون هناك حكر على حرية التعبير فى المسلسلات بخصوص مفهوم الفيمنست ونحن ندعو صناع المسلسلات بشكل عام إلى الاحتكاك بواقع المجتمع بشكل أكبر لكي يستطيعوا التعبير عن قضايا المرأة بشكل حقيقي».
