في النوبة عالم دافئ، شمسه حاضره، ألوانه مبهجة، ونيله في أوج عنفوانه، لم يزرها أحد إلا عشق سحرها وألوانها؛ أناس طيبون، أصحاب ابتسامة بيضاء وقلب كبير.

هنا في أسوان، تغزل الأيادي «الطواقي» و«الشال»، وللست «روحية» حكاية في الغزل، وهي سيدة الـ«7 صنايع»، التي التقى بها الإعلامي يسري الفخراني، في أولى حلقات برنامج «باب رزق»، على قناة dmc.

السيدة روحية، أحبت وقاومت وربت وتعلمت وعلمت، هي سيدة بـ«100 رجل»، ولا تحسب عمرها بالسنوات، ولكن بالأحلام التي لم تحققها بعد، والطرق التي تتمنى أن تقطعها إلى النجاح، وعندما تنظر إلى يديها، تعلم جيدًا أننا أمام قصة نجاح وصمود ودأب كبيرة.

تغزل روحية 3 من «طاقية بكار» في اليوم الواحد، بمقاسات متنوعة، وتعمل حسب الطلب، وذلك منذ 50 عاما، عندما تعلمت من جدتها العمل بالخوص.

وتعلمت روحية، أيضا صناعة الضفيرة، ولم تكتفِ رحلة كفاحها عند هذا الحد، فكانت تبيع البلح عندما بلغت عامها السادس عشر، وكانت تتحصل على «تعريفة».

ومن مالها الخاص، اشترت الحاجة روحية ماكينة، وخاتم ذهب، عندما كانت في مرحلة الشباب، ثم عرضت عليها سيدة أن تتعلم الكروشيه في الأسرة المنتجة، وحصلت منها على الخيط، واستمرت في العمل.

الحاجة روحية تشكر الرئيس 

«الرئيس عبدالفتاح السيسي، الله يديله الصحة والعافية»، بهذه الكلمات، وجهت الحاجة روحية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، بسبب اهتمامه بالحرف اليدوية في محافظات الجمهورية، وبفضل هذا الاهتمام جرى تخصيص معرض دائم في أسوان، وهو ما جعلها أكثر تركيزًا على صناعة الخوص؛ بل أصبحت تعلم الفتيات.

فضل الزوج

«أبو العيال، الله يرحمه كان بيساعدني، وكانوا بيسلطوه بسبب أني بشتغل وبسافر، لكنه قال خلوها تشوف الدنيا»، وكأي سيدة مصرية أصيلة، لم تنسَ الحاجة روحية فضل زوجها عليها؛ فكان يشجعها على العمل عكس آخرين كانوا يرفضون مساعدة زوجاتهم والسماح لهن بالعمل، لكن الوضع تغير كثيرا في هذه الأيام، وأصبحت المرأة في أسوان أكثر انخراطا في سوق العمل.