كتب: سامية الإبشيهي -
09:52 ص | الأحد 06 أبريل 2025
يتكرر الشعور بـ«العطش الشديد» ليلًا لدى الكثيرين، هناك من يتجاهله بينما يثير القلق لدى آخرين، خاصة عندما يرتبط بأعراض أخرى كالتعب أو الدوخة أو فقدان الوزن، وتختلف أسباب هذا الشعور بين عادات غذائية خاطئة أو عوامل بيئية بسيطة، إلى مؤشراتٍ لحالات صحية خطيرة تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.
يرى خبراء التغذية أنّ بعض العادات اليومية قد تكون وراء الإحساس المتكرر بالعطش ليلًا، ومن بين هذه العادات تناول الأطعمة المالحة أو الحارة في وجبة العشاء، أو شرب القهوة والشاي قبل النوم، وهذه الممارسات، بحسب الطبيبة الروسية إيلينا ماسلوفا، تحفز الجسم على فقدان السوائل وتؤدي إلى جفاف الفم والشعور بالحاجة للماء.
يحذر الأطباء من أن استمرار «العطش الليلي» قد يكون مؤشرًا أوليًا لأمراض أكثر خطورة، منها السكري بأنواعه، وأمراض الكبد والكلى، إضافة إلى السكري الكاذب، وهي حالة تؤثر على قدرة الكلى في الحفاظ على الماء داخل الجسم.
وفي هذا السياق تُوضّح دكتورة شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، لـ«الوطن»، أنّ العطش المستمر خلال الليل قد ينجم أيضًا عن حالات فقر الدم الناتجة عن انخفاض الحديد، أو اضطرابات الغدة الدرقية، مشددة على ضرورة التوجه للطبيب إذا صاحب العطش أعراض مثل الدوار، فقدان الوزن، أو تورم في الأطراف.
ومن المثير للدهشة أن بعض الحالات النفسية مثل العطاش النفسي قد تكون سببًا في الشعور المستمر بالعطش، حتى دون وجود سبب عضوي، وتحدث هذه الحالة عادة لدى من يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة، حيث يتولد لديهم إحساس دائم بالحاجة للماء.
وإلى جانب ذلك، تُساعد الأدوية في التأثير على توازن السوائل في الجسم، خاصة تلك التي تعمل كمدرات للبول مثل بعض أدوية الضغط ومضادات الهيستامين، إضافةً إلى أدوية نفسية معينة.
ويُشدد الأطباء على أهمية الانتباه للأعراض المصاحبة للعطش الليلي، مثل تغيرات الوزن غير المبررة، الإرهاق المستمر، الدوخة، أو التورم، لأنها قد تكون علامات لحالات تستوجب تدخلًا طبيًا عاجلًا، كما يُنصح بإجراء اختبارات طبية دقيقة لتحديد السبب الحقيقي وراء العطش المستمر.
وتضيف دكتورة شيماء خفاجي أنّ الاهتمام بالنظام الغذائي، وتجنب الأطعمة المالحة والمشروبات المنبهة ليلًا، ومراقبة نمط الحياة، كلها عوامل تساهم في تقليل احتمالات الإصابة أو تفاقم الأعراض.