وسط أجواء الفرح تقف العروس بفستانها الأبيض مع شريك حياتها، في قاعة تملأها أصوات الموسيقى ويشاركها فرحتها الأهل والأصدقاء من المقربين إليها، ولكن يظهر فجأة صفين من الأطفال مقبلين عليها، ثم يلتفون حولها وهي في حالة استيعاب بما يحدث، حتى تتفاجأ أنهم تلاميذها، الذين حرصت على زرع الحب بداخلهم مع التعليم، وتحصد ما زرعته في نفوسهم وإظهارهم الحب لها.

تأثر الطلاب لغياب معلمتهم

نسقت المعلمة أسماء رأفت لأخذ إجازة من عملها لمدة أسبوعين، وأعلمت طلابها عن اضطرارها لغيابها عنهم: «قولتلهم أنا هبعد عنكم أسبوعين، عشان جوازي»، وارتسم على ملامحهم الحزن، ولكنها أكدت لهم أنها ستعود إليهم بعد أيام قليلة، حسبما روت صاحبة الـ27 عامًا لـ«هن».

وبدأت العروس تجهز إلى حفل زفافها، «كان بيكلمني واحدة من والدة الطلاب تسألني عن تفاصيل الفرح، ولو محتاجة مساعدة»، وكانت تقدم لها الثناء والشكر، حتى طلت «أسماء» بالأبيض مع شريك حياتها، في قاعة تمتليء بالمقربين للعروسين، بالإضافة إلى أولياء أمور الطلاب «سألتهم الأولاد فين، اللي عنده تمرين، واللي نام بدري».

الطلاب يفاجئون معلمتهم

ومر وقت من الفرح، والجميع يحتفل، ويعلو في الأجواء أصوات الموسيقى ويتراقص الجميع، وإذ يتفاجئون بدخول الطلاب إلى القاعة يلتفون حول معلمتهم التي علمتهم الحب مع اللغة العربية التي كانت تدرسها لهم، كما حرصوا على مشاركتهم لها ذكريات جمعتها بهم «عملوا بانر عليه صورنا، وكان في نوت برة الفرح بيكتبولي رسايل».

لم تستطع العروس أسماء رأفت أن تخفي مشاعرها، إذ سيطرت عليها دموع الفرح عند النظر لطلابها «أنا مقدرتش معيطش، أنا كنت ببكي من جوايا قبل عنيا»، وأعربت عن مدى سعادتها بما حدث معها وأنها تكن لهم ولأهلهم كل مشاعر الحب «أنا بعاملهم أنهم أكتر من ولادي مش مجرد طلابي».