رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فى اليوم العالمى للمرأة.. سيدات يهربن من عتمة الأمية لنور العلم

كتب: سحر عزازي -

12:01 م | الثلاثاء 08 مارس 2022

فى اليوم العالمى للمرأة.. سيدات يهربن من عتمة الأمية لنور العلم

خرجن من ظُلمة الأُمية لنور العلم، فرِحات بما حققنه على مدار السنوات الماضية، من شهادات جامعية ودراسات عليا ووظائف لم يحلمن بها في سنوات العمر الأولى، حين كانت كل منهن تحلم فقط بتعلم القراءة والكتابة.

ومع مرور الوقت تجدد الأمل في نفوسهن، وتحول الحلم من جنين صغير لشاب يتمتع بالحيوية والطموح، لتروى كل منهن قصة نجاحها في اليوم العالمى للمرأة.

«رقية» تمردت على العادات والتقاليد

رقية طاهر، حُرمت من التعليم حتى سن الـ15 عاماً، بسبب انتمائها إلى مجتمع قبلي يرفض تعليم البنت، ويؤهلها فقط للزواج في سن صغيرة، لكنها تمردت على العادات والتقاليد، وخاضت تحديات صعبة، كي تحقق حلمها الوحيد بالتعليم، لتجد طاقة نور في فصل محو أمية، انتقلت من خلاله للمرحلة الإعدادية ثم الثانوية العامة، لتتوج رحلتها بحصولها على بكالوريوس إعلام، وبعده استكملت الدراسات العليا.

«الموضوع كان صعب وشبه مستحيل، بس ماقدرتش أستسلم وأعيش حياة عادية زي باقي البنات اللي من سني، تحديت المجتمع كله وكمّلت رغم رفضه الشديد»، بطولة استثنائية خاضتها السيدة الثلاثينية التي لم تستسلم طوال السنوات الماضية، وظلت محافظة على تميزها وتفوقها لتثبت للجميع أنها كانت على حق: «بجهّز حالياً لرواية عشان أسجل فيها قصة كفاحي، يمكن تكون ملهمة لغيرى».

«رشا» حققت حلم التعليم بعد 14 عام

في محافظة المنيا، خاضت رشا طلعت، حرباً مشابهة، بسبب سفر والدها إلى الخارج وعدم اهتمام الأهل بتعليم البنت، حتى جاءت للقاهرة وهى في سن متأخرة؛ 14 عاماً، وهنا بدأت تبحث عن فرصة لإشباع شغفها، ووجدت الكنيسة فاتحة أبوابها لها: «كان فيه كنيسة جنبنا ولاقيتها عاملة فصول محو أمية، وبتقدم دعم لكل اللي عايزين يتعلموا، وملحقوش سن المدرسة».

مرت «رشا» بظروف قاسية تحملت أعباءها بمفردها كي تصل لهدفها، الذي توج في النهاية بحصولها على بكالوريوس نظم معلومات، وعملت بعد ذلك في عدة مهن، حتى انتهت للعمل فى مجال العقارات: «فخورة بنفسى وسعيدة إني قدرت أكون أم واعية ومتعلمة، وبحاول أعوّض ولادي عن اللي اتحرمت منه، دخّلتهم مدارس كويسة عشان أشوفهم أحسن ناس في الدنيا».

«نوال» من الأمية للدكتوراه

وصلت نوال أحمد، 36 سنة، لتمهيدي الدكتوراه بعد رحلة شاقة، بسبب سفر والدها للعراق، وانقطاع أخباره لمدة 13 عاماً، واضطرت للنزول مع والدتها لبيع حلوى أمام إحدى المدارس بمركز مغاغة بمحافظة المنيا، للإنفاق على أشقائها الـ6، وظلت رغبة التعليم تحاصرها حتى التحقت بفصول محو الأمية بالمدرسة، وساعدتها والدتها حتى حصلت على ليسانس حقوق، ومن بعده عدة دبلومات في القانون العام.

«أنا دلوقتي فى تمهيدي دكتوراه وفرحانة باللي حققته، دي نعمة كبيرة أوى من ربنا»، بنبرة مشرقة تتحدث الفتاة الثلاثينية عن رحلتها الشاقة: «كنت بشتغل وأصرف على نفسى وأساعد أمي، وقريب هناقش الدكتوراه عشان تكمل فرحتي».