كتب: شيماء مختار -
11:52 ص | الخميس 17 فبراير 2022
منذ نعومة أظافرها تعشق فن الرسم بأنواعه المختلفة، لكنها أصبحت معلمة لتأسيس الأطفال، كانت تعيش حياتها بشكل طبيعي، افتتحت روضة أطفال خاصة للاهتمام بهم، لكن الحياة لا تسير كما تتمنى، لتفاجئ بمرض ابنتها الكبرى بالتوحد في عمر الـ6 سنوات، ليقرر أولياء الأمور بمنع أطفالهم من الذهاب إلى الروضة خوفا عليهم من أن تصيبهم الفتاة بمكروه ما.
منذ ما يقرب من 12 عاما، عملت شيماء صالح صاحبة الـ34 عاما، معلمة لتأسيس الأطفال، فهي أم لـ3 فتيات، واضطرت لإغلاق روضة الأطفال الخاصة بها بسبب مرض ابنتها الكبرى بالتوحد ومنع أولياء الأمور أبنائهم من الذهاب للروضة، قائلة: «بنتي كل ما بتكبر الأهالي يقلقوا على أولادهم أكتر، كانوا فاكرينها ممكن تأذيهم في لحظة غضب أو ثورة بس هي مش بتعمل كدا».
العديد من المجالات اتخذتها «شيماء» كمهنة لها حتى تستطيع الاعتناء بابنتها: «دخلت كذا مجال كنت فاكرة إنه هيبقى سهل عليا اشتغل فيه مع ظروف بنتي»، حسب ما روته لـ«الوطن»، لكن كانت صدمتها الكبرى حينما اكتشفت مرض ابنتها الأخرى بنفس المرض، أصبحت حياتها صعبة الممارسة ولا تستطيع العمل وترك ابنتيها دون رقابة.
الرسم عشق الطفولة لـ«شيماء»، اتجهت إليه لتتخذه مهنة لها بعد ترك عملها، اعتمدت على التدريب الذاتي لتقوي نفسها به حتى اتقنته، منذ ما يقرب من 5 أشهر بدأت شيماء رحلتها المهنية، وهي الرسم على وجوه الأطفال في الحفلات والملاهي، قائلة: «فرحة الأطفال بالرسم على وشهم بتنسيني همي وكمان بروح الملاهي مع بناتي منه بشتغل ومنه البنات يلعبوا».
الابنة الكبرى تدهورت حالتها الصحية، أصبحت لا تعي شيئا من حولها، لذلك تلتزم الجلوس بجوار والدتها تشاهد ما تفعله، بينما شقيقتها الصغرى تفرح بالرسم على وجهها، لم تكتف «شيماء» بمهنة الرسم على وجوه الأطفال، لذلك اتجهت لرسم الحنة وعمل ديكورات الحفلات الصغيرة، روت: «الحاجات دي بشتغلها على حسب ظروفي اقبل بيه في الوقت اللي يناسبني»، لتتمكن من المساعدة مع زوجها في مصاريف علاج بناتها التي تتضاعف عن الطفل السليم.
«الناس بتحسدني إني عارفه اشتغل في كذا حاجة مع ظروفي دي»، هكذا عبرت «شيماء» عما تواجهه من ضغوطات عليها وبناتها من الجميع، منها إلقاء اللوم عليها بسبب مرض الفتاتين، لتهرب منهما في عالمها الخاص التي أنشأته بنفسها.