تحب الترحال دائما، فقررت فرد جناحيها والطيران إلى أوروبا؛ بحثا عن مغامرات جديدة، ما إن وطأت قدمها مطار إسطنبول حتى وقعت في حبها، لكن مغامرة السفر تحولت إلى مغامرة عاطفية بمجرد دخول منزل مستضيفتها، فالتقت بحب عمرها من النظرة الأولى، وتكلل الحب بالزواج، وتشاركا في مشروع غيرا من خلاله خريطة الطعام في اسطنبول كلها.

محل صغير بقلب تركيا تعلوه لافتة حملت اسم «كيم كوم»، تتكدس أمامه الزبائن الراغبين في تناول تلك الأصناف التي لم يعتادوا عليها، تفوح رائحة الطعام المصري في كافة الأرجاء، بداخله يقف رجل وامرأة، هما مروة عبدالجواد وحسن كرشية يختلفان في الجنسية والثقافة، لكنهما اتفقا على حب كل منهما للآخر، وعشق الطبخ والأكلات الفريدة من نوعها، هذا هو محل الزوجين مروة المصرية وحسن التركي.

البداية كانت قبل نحو عامين، حين قررت «مروة» صاحبة أول مطعم نباتي مصري في إسطنبول، السفر إلى تركيا بغرض السياحة، وفي رحلتها التقت بزوجها «حسن» لأول مرة، والذي وقع في حبها من النظرة الأولي، الذي لم يتحمل البعد عنها بعد انتهاء رحلتها: «لقيته بيتصل بيا بيقولي أنا عايز اتجوزك، تعالي نعيش مع بعض، قلتله أنا موافقة، وسافرت فعلا واتجوزنا»، وفقا لحديثها لـ«الوطن».

حب المطبخ يجمع مروة عبد الجواد وزوجها التركي

حب المطبخ والأكلات دفع الزوجان لأن يكون مشروعهما الخاص، الذي سيكون وسيلتهما للعيش وكسب المال، فهي تجيد عمل الأكلات المصرية، وهو صانع ماهر للمخبوزات والبيتزا: «في البداية كنا بنقدم أكل مصري عادي، مكرونة بشاميل، والفتة، والأكلات العادية اللي فيها لحوم»، ورغم الإقبال على المطعم شعرا أنهما لم يحققا النجاح الذي يرضيهما وفكرا في التطوير أكثر.

فكانت محاولات تقديم الوجبات بأسعار مخفضة وأحيانا مجانية لجذب شريحة أكبر من الزبائن، حتى جاءت نقطة التحول في فبراير 2020، حين زار المطعم عارض الأزياء الفرنسي وطاهي المأكولات النباتية «كوينتن إيمري» لتجربة الأكلة المصرية المميزة «الكشري» الأكلة التي كثيرا ما تنال إعجاب النباتيين.

«مروة» تنافس المطاعم التركية بالأكلات المصرية

تلك الصدفة دفعتهم للتفكير في التطوير، فأخذا قرارهما الجريء بتحويل المطعم الصغير، الكائن في منطقة «مودا» السياحية بحي «كاديكوي» بأسطنبول، إلى ملاذ للنباتيين في المدينة المزدحمة بالمطاعم التركية والعالمية، التي تتنافس فيما بينها على تقديم ألذ المأكولات المكونة من منتجات حيوانية، ليكن نقطة تحول كبيرة في شهرة المحل وزيادة عدد زبائنه الباحثين عن نوعيات فريدة من الطعام.

ورغم اهتمام «مروة وحسن» بإرضاء أذواق النباتيين، فإنهما حريصان أيضا على أن تجذب وصفاتهما عموم الناس، فيقدم المطعم الفطور المصري التقليدي المكون من الفول والفلافل والبطاطس والباذنجان المقلي، وهي أطباق مناسبة لجميع الناس، كذلك الكشري والبصارة وغيرها من الأكلات المصرية النباتية: «كمان بعمل صناعة لبن جوز الهند في المحل، عشان يكون طبيعي 100%، واخترعت وصفة جديدة للبسبوسة المصرية لتكون نباتية مع الاحتفاظ بنكهتها المميزة».