كتب: آية أشرف -
03:36 ص | الإثنين 07 فبراير 2022
داخل محل صغير، تقف سيدة أربعينية في منتصفه يوميا، من الساعة الـ8 صباحا حتى الثانية ظهرا، تحمل السكاكين وتبدأ في سنها على الآلات الحادة، قبل أن تعاود بها لأصحابها في المدابغ أو «المدبح».
نور الحياة، الشهيرة بـ«أم سيد»، ظهر العجز على ملامحها، وانكمش جلد ذراعيها وقدميها التي خطت بهم في تلك المهنة وهي في السابعة من عمرها، رفقة والدها الذي كان يعمل بالمهنة ذاتها، لتبدأ حياتها معه، وتستمر فيها حتى بعدما أصبحت جدة.
مراحل قاسية بدأتها «أم سيد»، رويدا رويدا، بعدما اصطحبها والدها للعمل وهي في السابعة من عمرها، قبل أن يقرر زواجها وهي في عمر الـ16 عاما، قائلة خلال حديثها لـ«هن»:«قالولي بتعرفي تشتغلي نزلت معاهم اشتغل، ولما كبرت حبة جوزوني ولاقيت نفسي بجيب عيل والتاني، وبقى عندي ولد وبنت قبل ما جوزي يقرر يطلقني».
5 سنوات فقط توقفت فيهما السيدة عن العمل، بعدما تزوجت وأنجبت قبل أن ننفصل عن زوجها، لتعود مجددا لمهنتها الشاقة رفقة أشقائها: «رجعت تاني لسن السكاكين عشان أربي ولادي وأكبرهم، بس تعبت وأنا شغالة عند إخواتي، لحد ما الشيخ علي جمعة، قرر يساعدني ويفتحلي محل ليا اشتغل فيه».
فرحة كبيرة سكنت «قلب سنانة» عين الصيرة، بعدما استأجر لها فضيلته الشيخ علي جمعة، محل صغير بمنطقتها منذ 7 سنوات، عملت فيه بمهنتها، رفقة نجلها صاحب الـ30 عاما، مضيفة:«بقى ليا محل، وابني شغال معايا، وعرفت أجوز بنتي الحمد لله، قبل ما الفرحة تنتهي من سنة ونص».
وتابعت:«دلوقتي مبقاش فيه حد عاوز يسن سكاكين، بقيت أخسر ومكسبش حتى 20 جنيه يوميا، أنا وابني، ومبقاش معانا حاجة ولا بيدخلنا فلوس».
حادث كاد ينهي حياتها بعدما سقطت أثناء العمل على ماكينة السن:«اتخيطت غرز في رأسي، وإيدي اتكسرت وركبت شرايح، ده غير أن سناني كلها اتكسرت وكنت هموت ومش معايا حق العلاج»، وطالبت بنقل محل عملها من عين الصيرة لمكان تدب به الحياة، أو صرف معاش لها:«عاوزة أعيش زي الناس، وأجوز ابني، وأسدد ديوني بقالي 40 سنة شقيانة».