تجلس في مقعدها باعتدال، تنتظر الوصول إلى محطتها، وفي لحظات الصمت داخل السيارة الأجرة، تسلل إلى مسامعها صوت سيدة تتألم، لتلتف فتجدها في أشد الحاجة إليها، لتقرر أداء واجبها الإنساني تجاه المرضى، حتى وإن كانت خارج عملها.

في ثوان قليلة انتقلت بجوار السيدة التي تصرخ من شدة الألم، ليتضح لها أنها تلد طفلها الثالث، فما كان من الممرضة الشابة، إلا أنها ساعدتها في ولادتها، ولم تتركها إلا بعد أن اطمأنت أنها في أفضل حال هي ورضيعها.

مثلها مثل غيرها استيقظت يوم الإجازة الجمعة لقضاء مهامها المختلفة ليكون الميكروباص المتوجه من المقطم إلى السيدة عائشة وسيلتها لتشاهد أغرب موقف لم يمر عليها قط وهو ولادة سيدة داخل ميكروباص.

تروى السيدة نسمة عاشور مشرفة تمريض في أحد المستشفيات الخاصة، تفاصيل الموقف الذي تعرضت له أثناء ركوب الميكروباص، قائلة خلال بث مباشر لـ«الوطن»، «لاحظت عليها التعب وأنها مش هتقدر تستحمل لحد ما توصل المستشفى ومكنش قدامي حل غير إني لازم أتصرف».

قرار سريع اتخذته «نسمة»، بضرورة التصرف سريعا ليلتزم الرجال الجلوس أول الميكروباص وتبدأ مهمتها مع السيدة حتى تولدها داخل الميكروباص وهو في طريقه إلى المستشفى الذي استغرق أكثر من ربع ساعة.

نسمة تولد سيدة داخل ميكروباص: واجبي

استطاعت «نسمة» مشرفة التمريض قسم النسا والتوليد، رغم انعدام الإمكانيات أن تولد السيدة في الميكروباص حتى ترزق بمولودها.

تعرضت لمواقف مختلفة بحكم عملها في المجال أبرزها دخول سيدة المستشفى لإجراء عملية الزايدة بعمر الـ48 عاما حتى تلد بشكل مفاجئ دون أن تعرف بحملها وغيرها من المواقف الغريبة التي صادفتها بحكم عملها في مهنة شاقة.