رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«بسلمة» احتمت بالنيران من برد الشتاء فأحرقتها: حاسة بوجع في قلبي

كتب: آية أشرف -

11:57 ص | الثلاثاء 18 يناير 2022

بسملة

لم تجلس في غرفة واحدة، أو تتمسك بمكان مخصص، خفيفة كالفراشة تتحرك من غرفة لأخرى، ومن زاوية للثانية، تنشر بهجتها في كل مكان وسط العاملين والأطباء، باتت تشعر وكأنها تملك العالم بعدما استجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لها بركوب طائرة، والتقاط صورة تذكارية معه، حتى أصبحت تشعر وكأنها من المشاهير، في محاولات منها لتلاشي ذكرى الحادث الأليم، الذي كاد يؤدي بحياتها منذ عامين، ذهبت النيران وتركت أثرها عليها، ولم تجد العون سوى داخل مؤسسة علاج الحروق بالمجان.

بسلمة محمد، صاحبة الـ10 سنوات، أشهر أطفال محاربي الحروق، التي خطفت الأنظار باحتفالية قادرون باختلاف، لم تستطع تذكر ما حدث بقدر ألمها الشديد الذي لم ينته بعد.

حاسة بوجع هنا في قلبي

ملامح بريئة، وضحكة من القلب ارتسمت على وجهها، تحاول إخفاء شعرها داخل قبعة، وكفي يديها التي أكلتهما النيران، لا تظهرهما سوى خلال محاولاتها بإمساك الألوان للرسم، تتذكر معاناتها من عامين مضيا، وسبب آثار الحروق التي طغت على وجهها، فلم تذكر سوى شعورها بالألم وهي تتحسس وجهها: «كنت بحس بوجع هنا، هنا في وجع، مش عارفة أتكلم عنه، بس بحب أعبر عن اللي في قلبي».

تفاصيل مأساوية ولحظات عصيبة عاشتها الطفلة 

حادث أليم، في منتصف 2018، قلب حياة الطفلة رأسا على عقب، بعدما اشتغلت فيها النيران، التي جلست بجانبها للتدفئة بسبب برد الشتاء أسفر عن فقدانها لملامحها، وتشوه جسدها ووجهها، بل حرق ذراعيها وقدمها، وصدرها، لتبدأ رحلتها مع الألم داخل مؤسسة علاج الحروق، فاقدة الأمل في الحياة، قبل أن يعطيها العلاج قبلة الحياة مُجددًا وفقا لما ذكرته والدتها لـ«الوطن»: «كانت قاعدة مع بنت عمها، في عشة عند بيتها في حلوان، ومولعين نار يتدفوا من برد الشتاء، لكن للأسف العشة ولعت والنار مسكت فيها».

كانت الطفلة تصرخ في كل اتجاه، والنار تأكل في جسدها ووجها: «ملامحها ضاعت، وإيديها ساحت من النار، جسمها اتحرق، وحصلها التصاق مكانتش بتعرف تمشي، وفقدت إيديها كمان»، بحسب الأم.

رحلة عمليات وعلاج طبيعي ونفسي

عمليات وعلاج طبيعي ونفسي، كانت خطوات ثابتة سارت عليها الطفلة بسملة محمد، خلال رحلة علاجها، رفقة والدتها التي كانت بمثابة الجندي المجهول بحياتها: «فكرت تنتحر من اللي واجهته وشافته، لكن في الآخر خضعت للعلاج، بقت بتمشي على رجليها وبتستخدم ايديها دلوقتي وبترسم، وكمان بتغني».

حاسة إني طايرة 

معنويات مرتفعة تشعر بها «بسملة» عقب ظهورها باحتفالية قادرون باختلاف، وانتشار صورها، تتحدث عنها وهي تغني بصوتها العذب، وترسم بألوانها: «أنا بقيت حاسة إني طايرة وبطلت أفكر في الحادثة، عاوزة بس ابقى كويسة وأحقق حلمي، لما وقفت قدام الرئيس نسيت الكلام اللي اتدربت عليه شهرين، وبقيت أقول اللي في قلبي».