ملامح بريئة، وضحكة من القلب ارتسمت على وجهها، أخفت شعرها داخل طرحة زينتها بطوق من الورد، لفتت الأنظار إليها وهي تحاول إخفاء يديها التي تظهر عليها آثر الحريق داخل أكمام ملابسها، تنظر لمن حولها، قبل أن توجه حلمها للرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي تصوب أنظارها له: «ياريس أنا بسملة محمد، 10 سنوات، من أبطال الحروق، وحلمي أبقى كابتن طيارة ونفسي اتصور معاك»، كلمات لفتت أنظار الحضور، وتأثر بها الرئيس، ليحقق حلمها على الفور: «طبعًا هتصور معاكي، وبطلب من وزير الدفاع، السماح للطفلة بسملة بركوب طائرة ثنائي مع الطيارين، وتوثيق الأمر بالصور».

ففي غضون ثوانٍ كانت مشاعر الرضا والفرح تملأ ملامح الفتاة، وفؤادها الذي تحمل الكثير من الألم والمعاناة على مدار عامين، بعدما تعرضت لحادث أليم، أسفر عن فقدانها لملامحها، وتشوه جسدها ووجهها، لتبدأ رحلتها مع الألم داخل مستشفى علاج الحروق، فاقدة الأمل في الحياة، قبل أن يعطيها العلاج قبلة الحياة مُجددًا لتظهر ضمن أبطال احتفالية قادرون باختلاف.

بسملة.. اشتعلت النار فيها بسبب برد الشتاء فقدت ملامحها وذراعيها

لحظات مأساوية كادت تفقد فيها الطفلة حياتها، بعدما اشتغلت فيها النيران، التي جلست بجانبها للتدفئة بسبب برد الشتاء، وفقًا لما ذكرته هبة السويدي، مؤسسة المستشفى لـ «هُن»: «كانت قاعدة مع بنت عمها، في عشة عند بيتها في حلوان، ومولعين نار يتدفوا من برد الشتاء، لكن للأسف العشة ولعت والنار مسكت فيها».

صراخ الطفلة في كل اتجاه، والنار تأكل في جسدها ووجها: «ملامحها ضاعت، وإيديها ساحت من النار، جسمها اتحرق، وحصلها التصاق مكانتش بتعرف تمشي، وفقدت إيديها كمان»، بحسب هبة السويدي. 

رحلة عمليات وعلاج طبيعي وعلاج نفسي 

عمليات وعلاج طبيعي وعلاج نفسي، كانت خطوات ثابتة سارت عليها الطفلة خلال رحلة علاجها: «فكرت تنتحر من اللي واجهته وشافته، لكن في الآخر خضعت للعلاج، بقت بتمشي على رجليها وبتستخدم ايديها دلوقتي وبترسم، قطعت رحلة كبيرة في العلاج الناجح، مع التأهيل النفسي كمان، خاصة أن المستشفى قايم على إنقاذ الأرواح، ومجهز لمحاربة العدوى بأفضل التكنولوجيا العالمية، وده اللي ساعد بسملة». 

السويدي: عيطت من فرحتي وهي في الاحتفالية

كواليس مشاركة «بسملة» بالاحتفالية، يوضح أنها تأخرت عام كامل بسبب جائحة كورونا، بعدما تواصلت المهندسة أمل مبده رئيس الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، مع السيدة هبة السويدي، لمشاركة محاربي الحروق، منذ عام، قبل أن يتم الأمر بالفعل اليوم: «كنت متحمسة جدًا أن ضحايا الحروق يظهروا للنور، عيطت من فرحتي لما شوفتها، وكلمتها للرئيس، ونفسي ضحايا الحروق يترحموا من التنمر اللي بيشوفوه».