تواصل دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» أو من خلال البث الماشر، الرد على أسئلة الجمهور والمتابعين، المتعلقة بالشرع والدين والقضايا الهامة، لعل آخرها السؤال الذي وجهته سيدة، قائلة:«أنا معاقة وساقي اليسرى أقصر من اليمنى، وأقوم بتعويض ذلك بحذاء طبي، وقد أكرمني الله سبحانه بالعمرة هذا العام، فهل يجوز لي لبس الحذاء الطبي، وأنا أؤدي مناسك العمرة داخل المسجد الحرام من طواف وسعي؟ وهل عليا فدية في ذلك أم لا؟ وهل رباط الحذاء يعتبر مخيطًا أم لا؟».

ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام

وأجاب الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الجمهورية السابق، على السؤال المتعلق بذوي الهمم والقدرات الخاصة، قائلا:«يجوز للسائلة لبس الحذاء الطبي وربطه برباطه المُعدِّ لها؛ لأن هذه ضرورة، وعليها في هذه الحالة فدية: إما ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، ويجوز إخراج قيمة الإطعام».

وتابع «جمعة» في الرد على السؤال الوارد إليه:«يجوز لبس الحذاءِ الطبي وربطه برباطه المُعدِّ إليه في مثل حالة السائلة؛ لأن هذه ضرورة، والضرورات تبيح المحظورات؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ولقوله عز وجل: ﴿مَا يُرِيدُ ٱللهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٍ﴾ [المائدة: 6]، ولقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ» رواه أحمد.

حكم ارتداء الحذاء الطبي للمحرم المعاق

ووجه نصيحة للسائلة، قائلا:«على صاحبة السؤال التي ترتدي الحذاء الطبي أن تخرج فديةً: مِن صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، ولها إخراج القيمة لكل مسكينٍ ما يساوي خمسة جنيهاتٍ تقريبًا بالعملة المصرية -آنذاك-، أو بذبح شاة، وذلك قياسًا على من غطَّى رأسه لمرضٍ بها، أو أي أذىً يلحقه؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذًى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٍ﴾».