رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة البحث عن «عروس فيصل» المفقودة.. الأم: بنتي مخطوفة ونفسي ترجع حتى لو ميتة

كتب: آية المليجى -

09:23 م | الأحد 26 ديسمبر 2021

عروس فيصل المختفية «دينا»

داخل كفر طهرمس بمنطقة فيصل في محافظة الجيزة، أسرة بسيطة مكونة من 6 بنات وولد صغير، حياة هادئة عاشتها الأسرة، التي أجرت الاستعدادات الخاصة لزفاف إحدى البنات «دينا»، في نهاية شهر يناير المقبل، سافرت الأم إلى بني سويف، حيث تسكن عائلتها، فودعت ابنتها العروس ولا تعلم أنها المرة الأخيرة التي تراها، قبل أن تغيب عن أحضانها في اختفاء مريب.

«بنتي مخطوفة مش مختفية» بنبرة صوت مليئة بالوجع والحزن على مصير ابنتها المجهول، تحدثت تهاني أحمد، والدة «عروس فيصل» المختفية، عن بداية الواقعة المريبة التي حدثت في 21 نوفمبر الماضي، حين سافرت الأم إلى بني سويف، واتصلت بابنتها «دينا» صاحبة الـ17 عامًا، تخبرها بضرورة أن تذهب بأختها الصغرى إلى مركز الدروس الخاص بها.

انصاعت «دينا» لطلب والدتها وذهبت إلى المركز، ومن وقتها اختفت «الطالبة العروس» عن الأنظار: «من وقتها وبنتي مرجعتش البيت ومسمعتش صوتها تاني»، مرت ساعات كثيرة دون أن تحضر «دينا» للمنزل مرة أخرى، اشتعلت الشكوك والقلق في قلب الوالدين اللذين ظلا يبحثان عن ابنتهما كثيرا دون حل يريح قلوبهما.

تفريغ الكاميرات

طلب والدا الفتاة تفريغ الكاميرات المجاورة لمركز الدروس، حيث آخر نقطة معلومة كانت بها الابنة: «قعدنا ندور ولما فرغنا الكاميرات لقينا دينا واقفة بتسأل المساعدة بتاعة المدرس على ميعاد الحصة.. وده كان آخر ظهور ليها»، ومع غلق الهاتف المحمول الخاص بها، ذهبت الأسرة لتحرير محضر بتغيب الابنة عن المنزل في قسم بولاق. 

وبعد 3 أيام من البحث المستمر، فوجئت الأسرة بفتح الهاتف المحمول الخاص بـ«دينا»، وعند الاتصال سريعًا فوجئت الأم بصوت غريب وصرخة عالية: «مش دينا اللي ردت.. بس فضلنا نقولها متخافيش يا دينا إحنا بلغنا الحكومة.. وفجأة لقينا صوت شخط جامد غريب والموبايل اتقفل تاني».

ازداد الخوف داخل الأم على حياة ابنتها، لتفاجأ بمكالمة من شخص مجهول يسألها عن عودة «دينا»: «لقيت حد بيكلمني وبيقولي دينا رجعت؟.. قالي لما شفت صورتها افتكرت إنها كانت واقفة مع واحدة اسمها أسماء والبنت دي مش كويسة»، ليدور لقاء سريع بين أسرة «دينا» والشاب الذي دلهما على شخص ثالث يدعى «يوسف»: «جابلي واحد اسمه يوسف قالي إنه عارف البنت دي».

فين دينا يا أسماء؟

ازداد الغموض والخوف ومصير «دينا» ما زال مجهولا، لا أحد يعرف مكانها، حتى أجرت الأم مكالمة مع «أسماء»: «يوسف ده خلاني أكلمها.. هما قالولي إن بنتي عندها.. ولما كلمتها فضلت تقولي كذا رواية مختلفة، مرة تقولي سبتها عند السيدة عيشة ومرة تقولي سيبتها في الجيزة وبعدين قفلت الموبايل في وشي».

ما زالت الأسرة في رحلة بحث مستمر عن مكان ابنتهم أو أي معلومة صحيحة تدل على مكان «أسماء» فهي بمثابة حل اللغز بالنسبة لهم، حتى اهتدت الأسرة إلى محل إقامتها في إحدى مناطق فيصل: «فضلت قاعدة في الشارع ومسبناش حتة في فيصل مدورناش فيها».

دا لبس بنتي وموبايلها

ومع البحث المستمر، جلست الأم في المنطقة المحيطة بمنزل «أسماء» حتى فوجئت بنزول فتاة من «توك توك» ترتدي الملابس التي كانت ترتديها ابنتها في آخر ظهور لها، ليجن جنونها ويشتعل غضبها: «لقيت البنت دي نازلة من التوك توك بلبس بنتي جريت عليها ومسكتها وفضلت أصرخ بإن دي هدوم بنتي وده موبايلها.. لغاية ما الحكومة جت وقبضت عليهم».

وبحسب الأم المكلومة على اختفاء ابنتها، قبضت الشرطة على «أسماء ويوسف»، وتم تحويلهما للنيابة وتوجيه تهمة الخطف والإتجار بالبشر،  لكنهما أصرا على الإنكار بمعرفة ما حدث لـ«دينا» مع تضارب أقوالهما «هما دلوقتي اتجددلهم 15 يوم كمان.. ومحبوسين ولسة بينكروا معرفتهم بإيه اللي حصل لدينا وأنهم مش السبب ورا اختفائها».

أنا عاوزة بنتي ولو ميتة

أكثر من شهر، وما زالت العروس المنتظرة «دينا» غائبة، ولا توجد معلومة تطمئن قلب أسرتها وتبرد نار والدتها، التي أصبحت أمنيتها هي رؤية ابنتها من جديد، حتى وإن كانت ميتة: «أنا كنت لبستها فستان الفرح.. وممكن ألبسها الكفن بس أشوفها تاني.. أنا مش عارفة بنتي فين.. أنا عاوزاها حتى لو ميتة بس نبقى مطمنين ونروح نزورها وعارفين مكانها».