رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نبوية موسى أيقونة النسوية في مصر.. نادت بتعليم الفتيات وناضلت للمساواة مع الرجل

كتب: ياسمين أحمد -

01:00 م | الجمعة 17 ديسمبر 2021

نبوية موسى

ليلة 17 ديسمبر عام 1886، كانت بيت موسى محمد بدوية، في إحدى قرى محافظة الشرقية، يعيش أجواء من الترقب، النساء تنقل أواني المياه الساخنة إلى داخل غرفة الزوجة، بناء على طلب «الداية» التي كانت تستعجلهم، وما إن مرت دقائق حتى تعالت صرخات رقيقة من الداخل، بدأ صداها يتلاشى عندما اختلطت معه رنات الزغاريد، وصيحات التهاني: «ألف مبروك.. نبوية وصلت بالسلامة».

ربما لم يتوقع أفراد الأسرة، أن الابنة التي أعادت البهجة إلى بيتها المتشح بالسواد منذ الفقدان الصادم لربها، أنها ستكون نقطة تحول في تاريخ المرأة المصرية، لم تكن تتصور «الداية» التي قهرتها ظروف الحياة، أنها تمد يد العون إلى أول مدافعة عن حقوقها وحقوق بناتها، وبالطبع لم يكن يخطر على بال كل من حضر تلك اللحظة من الأهل والجيران، أن الرضيعة التي يتداولون تقبيلها بين أيديهم، ستكون الكاتبة والمفكرة والأديبة نبوية موسى، أهم رائدات التعليم والحركة النسوية في مصر، بعد تصبح أول مصرية تحصل على شهادة البكالوريا، التي كانت حكرا على الرجال فقط.

جانب من حياة «نبوية موسى»

كان والد نبوية موسى، ضابطا في الجيش المصري، لكنه توفي قبل ميلادها، لتفتح عينيها على الحياة، لترى في أمها السند والأمان والأيقونة التي أشعلت ثورة طموحها، إذ أصرت ربة الأسرة، أن تخوض ابنتها رحلة التعليم، وكانت البداية بين جدران بيتهم، قبل أن تلتحق بالمدرسة السنية للبنات بالقاهرة، حيث انتقلت الأسرة معها واستقرت هناك، حتى نجحت في الحصول على الشهادة الابتدائية عام 1903، وأتمت دراستها في عام 1906، لتحقق أول إنجازات رحلتها الرائدة، بالتعيين كمعلمة بمدرسة عباس الأول الابتدائية للبنات.

وبعد حصول نبوية على شهادة الثانوية العامة، بدأت تراودها في تلك الفترة، فكرة كتابة المقالات الصحفية، للتعبير عن رؤيتها المتمردة تجاه الواقع الذي كانت تعيشه المرأة المصرية آنذاك، وانصب اهتماما على مناقشة القضايا التعليمية والأدبية والاجتماعية، وألفت كتاب مدرسي بعنوان «ثمرة الحياة في تعليم الفتاة».

أول ناظرة لمدرسة ابتدائية

نقطة تحول جديدة في حياة نبوية موسى، عندما عينت في منصب ناظرة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم 1909، لتصبح أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، لتبدأ في نشر فكرة تعليم الفتيات على نطاق واسع.

شاركت الأيقونة النسوية، في الكثير من المؤتمرات التربوية في النصف الأول من القرن العشرين، ولها الكثير من المؤلفات الدراسية التي اعتمدتها، وأقرتها وزارة المعارف، بالإضافة إلى أنشطتها الاجتماعية الفعالة، خلال الجمعيات والمؤتمرات النسائية، ونادت بالمساواة بين الرجل والمرأة، حيث كان متعارف عليه في الوظائف الحكومية أن المرأة تأخذ نصف راتب الرجل، فطالبت بالمساواة في الأجر المادي بين الجنسين.

وفاة نبوية موسى

توفيت نبوية موسى في 30 من أبريل عام 1951، بعدما خاضت رحلة نضال من أجل اقتناص حقوق المرأة المصرية، سجلها خلالها التاريخ، كأول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا، وصنفت كواحدة من أهم رائدات تعليم الفتيات في مصر.