رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في ذكرى ميلاد نبوية موسى.. ومضات بحياة "بعبع أفندي" واهبة حياتها للعلم

كتب: غادة شعبان -

03:36 م | الإثنين 17 ديسمبر 2018

نبوية موسي

تمردت على حجاب الرأس ورفضت أن تغطي به وجهها وشعرها رغم التزامها بالزي المتحفظ طيلة حياتها، وبررت ذلك بأن المرأة لن تتمكن من القيام بأعمال نافعة إذا كانت تحت ضغط الحجاب، واعتبرت نفسها من أنصار "السفور"، وعني به وقتها كشف المرأة وجهها، لكنها خشيت أن تتكلم فيه أو تدعو إليه أو تعلن أنها من أنصاره.

تحل اليوم ذكرى ميلاد "نبوية موسي"، التي ولدت 17 ديسمبر 1886، بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية، وهي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية.

وترصد "هُن" أبرز المحطات في حياتها:

- رفضها للزواج:

رفضت موسى الزواج، الأمر الذي جعلها راهبة للعلم، ولخدمة قضيته التي آمنت بها منذ الصغر، فكتبت عن الزواج تقول: "أنا أكرهه وأعتبره قذارة، وقد صمّمتُ أن لا ألوث نفسي بتلك القذارة"، موضحة أنها انصرفت عن الزواج بتاتًا، وزادت قناعتها وإيمانها الشديد بتلك الفكرة، حينما رأت رجلًا يتشاجر مع امرأة في الطريق ويقول لها: "امرأة مثلك أقضي في جوفها حاجتي"، وقالت: "كرهتُ أنْ يقف منها رجل ذلك الموقف القذر المُريع، لهذا كنتُ أكره أنْ أسمع عن الزواج في شبابي"، وحينما تقدم بها العمر، فقد أصبح كوصمة ظلت مرافقة لها أينما ذهبت. 

 

-آراءها وضعتها في مأزق:

كانت موسى مُحافظة في زيها، واعتادت على ارتداء "الكرافيت الرجالي"، وتفضَل اللون الأسود لردائها الخارجي، وذكرت في كتابها "تاريخي بقلمي" قائلة: "أردتُ السفور فلم أكتب عنه، مع أني قرأتُ كتب المرحوم قاسم أمين وأعجبتُ بها"، وهو ما جعلها تتلقى سؤالًا من إحدى السيدات حينما ركبت"الترام": "هو إنتي مسيحية؟"، بسبب كشفها عن وجهها.

- "بعبع أفندي":

أطلق عليها تلميذاتها لقب "بعبع أفندي"،  لما كانت تبدو عليه، فكانت مشيتها  تشبه مس"هيمر"، الناظرة الإنجليزية، وكانت ترتدي ثوب أشبه بـ"التايير" أسود اللون، وجوربًا أسود، وتيربون أسود، وعيناها سوداوان مملوءتان سوادًا، كما وصفتها الطالبات.

فذكرت الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي في مذكراتها "أوراق حياتي" عن معلمتها التي كانت هي تلميذة في مدرستها قائلةً: "كانت تفرض علينا نحن التلميذات ارتداء هذا السواد من قمة رؤوسنا حتى أخمص القدمين، مطّت خالتي هانم شفتيها، نبوية موسى لازم عانس زي طنط فهيمة وعاوزة كل البنات يبقوا عوانس زيّها".

- آنسة بالرغم من أنه تقدم لخطبتها ثلاثة عرسان: 

كان الأول "مأمور في السودان"، عرف عنها من الصحف فأرسل لها خطابا على مدرسة "السنية" يقول فيه إنه رجل مؤدب لم يخرج عن حدود الأدب، يريد فقط الزواج منها وأن تدله على ولي أمرها لأنه لايعرف لها عنوانا.

والعريس الثاني، مهندس قرأ محاضراتها التي كانت تحاضرها في الجامعة المصرية فوصلها خطاب منه ومعه صورة له يقول فيه، إنه معجب بمقالاتها وإنه يطلب من الله أن يكثر من أمثالها، وأيضا الخطاب إلى شقيقها، وردت: "لو لم يكن هذا الرجل مؤدبًا لعاقبته بإرسال صورتي له".

أما العريس الثالث، فكان كمساريًا في السكة الحديد، أرسل لها خطابًا على مدرسة المعلمات التي كانت تعمل بها بالإسكندرية طالبًا الزواج منها، وأعطاها مهلة 24 ساعة للرد عليه، فاندهشت من جرأته وقالت "هذه إهانة لايغسلها إلا الدم".