كتب: روان مسعد -
03:26 م | الجمعة 19 نوفمبر 2021
النقاش حول وقت جلوس الأطفال أمام الشاشات المختلفة، خاصة الموبايل، بمثابة معركة يومية لا تنتهي أبدًا، إذ يريد الأطفال المزيد، لكن الآباء يسعون إلى القليل، خاصة أن حياتنا أصبحت مليئة بالتكنولوجيا، التي يكاد يكون من المستحيل الاستغناء عنها أو تجنبها، فنحن نعتمد عليها الآن، في التعلم والتفاعل الاجتماعي، وليس فقط من أجل المتعة.
وقد يكون من الصعب معرفة الشكل المتوازن لاستعمال الشاشات، فكم هو الوقت أكثر من اللازم؟ وفي أي نقطة يكون ضارا؟ وغيرها من الأسئلة التي يرد عليها تقرير أعده موقع منظمة «life hacks» المتخصص في النصائح التكنولوجية، بعد طرحها عن السؤال خبراء معتمدين من أمريكا.
تُظهر الدراسات الحديثة، أن التكنولوجيا قد لا تكون سيئة لأطفالك، كما كان يعتقد في البداية، وهي تعتمد على النوعية، لا كمية وقت الشاشة، وهو ما يهم حقًا، لذا لم يتم التوصل إلى وقت محدد لجلوس الأطفال أمام الشاشات.
البحث ليس مكثفًا بما يكفي، والنتائج متضاربة، وليس هناك دليل يذكر على أن وقت المشاهدة، هو السبب الفعلي للمشكلات السلوكية والعقلية لدى الأطفال، لأن التكنولوجيا جديدة نسبيًا، ولم يكن هناك وقت كافٍ لإجراء دراسات قاطعة طويلة الأمد، بالتالي الوقت ليس هو المشكلة الوحيدة.
وجدت إحدى الدراسات الحديثة، أن اضطراب النوم عند الأطفال ضئيل للغاية، في المتوسط يكون أقل من 3 إلى 8 دقائق، لكل ساعة من وقت الشاشة، وقد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية من غيرهم، لذا اعرف الوقت الذي يمكن لطفلك التعامل معه، علما بأنه يمكن أن يساعد استخدام مانع الضوء الأزرق على تخفيض النسبة، إلى جانب قطع وقت الشاشة قبل النوم بساعة، إذ من الأفضل التركيز على روتين ما قبل النوم ووقت الاستيقاظ الثابت.
العلاقة بين وقت الشاشة والصحة العقلية للطفل، أو المراهق موضع تساؤل أيضًا، ولم تسفر الدراسات عن نتائج متسقة، ودائما ما تفشل في إظهار علاقة سببية، مما يترك الباحثين يتساءلون عن العلاقة، فهل يعاني المراهق من مشاكل الصحة العقلية، بسبب كثرة وقت المشاهدة؟ أم أن الطفل يستخدم وقتًا أطول للشاشة، بسبب مشاكل الصحة العقلية؟ الارتباط لا يعني السببية، فقد يكون الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، أكثر عرضة للإفراط في استخدام هواتفهم.
البرامج والألعاب التفاعلية ستشغل الدماغ، وتجعل الطفل يفكر، ويمكن يستغل وقت الأطفال على الشاشة في ألعاب الفيديو أو مقاطع الفيديو أو الدردشة أو تطبيقات التعلم النشط، أو أي شيء يشجع على التفكير والإبداع ومهارات حل المشكلات.
عندما يقوم الطفل بأشياء مثل التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة البرامج أو الأفلام، فمن الممكن الاستمتاع بهذه الأشياء من حين لآخر، لكن يجب القيام بها باعتدال، إذ يمكن أن يؤثر وقت المشاهدة السلبي، بالسلب على الأطفال.
ومن الأسهل اتخاذ قرارات بناءً على ما إذا كان وقت الشاشة إيجابيا أم سلبيًا، لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، ففي بعض الأحيان، قد تبدو اللعبة أو الفيديو تعليميًا، لكنهما يقدمان القليل من القيمة، وبالمثل، قد يبدو شيء ما مثل وقت الخمول، لكنه تعليمي للغاية.