رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«أم مصطفى» تربي 6 أبناء رغم الأمية.. بتشتغل من الفجر للعشا

كتب: نرمين عبد العزيز -

04:23 ص | الثلاثاء 02 نوفمبر 2021

أم مصططفى

بعض الديون لا ترد، في حين يراها الوالدان واجبا، عليهما فعله لأجل الأبناء، إلا أنها تظل طوال العمر نورا وهداية، سواء في التعليم أو التربية وغيرها من أمور الحياة التي تزرع منذ الصغر، «أم مصطفى» واحدة من السيدات التي أفنت عمرها كله على أبنائها، وسطرت قصتها الخاصة في الكفاح لأجل عيش كريم لأبنائها الستة.

أسرة مكونة من 8 أفراد من ضمنهم الوالدان وستة أبناء، تشارك الأم الأب في إعالة البيت بعد أن استقر الأب نهائياً في مصر، حيث كان يعمل خارج البلاد ولم يعد له دخل ثابت، فتقرر الأم بذل قصارى جهدها لمشاركته في المصاريف وتربية الأبناء الستة وعدم اللجوء أو الاحتياج لمن حولهم.

تفاصيل عمل «أم مصطفى» لأجل أبنائها

«أم مصطفى» تبلغ من العمر 61 عاما، بعد أن عاد زوجها إلى الوطن لم يصبح لديهم دخل كافٍ، لاحظت الأم الحِمل الذي يقع عليهم وأنه من الواجب عليها المشاركة في المصاريف بقدر المستطاع حتى تكفي بيتها وأولادها، ظلت تفكر فيما يمكن فعله لزيادة دخل البيت، بدأت بشراء بعض الخضروات وبيعها أمام المنزل، ولم تجد فائدة من وراء ذلك لم يقضِ حتى حاجات البيت البسيطة.

قصة «أم مصطفى» السيدة الأمية التي قررت إعالة أبنائها، يرويها ابنها الأكبر «مصطفى» لـ«هُن»، مؤكدا أن والدته لم تستسلم للظروف المفاجئة التي حلت بهم، بعد أن باعت الخضار أمام المنزل ولم تجد جدوى من ذلك، فقررت النزول إلى السوق لمعرفة ما يحتاجه الناس ويمكن بيعه لكسب المال، وجدت أن الملابس أكثر شيء يلفت تركيز الناس، اشترت بعض الملابس ووقفت لبيعها في الأسواق، وكانت تتجول على المحال التجارية لعرض بضاعتها عليهم.

كانت تستيقظ «أم محمد» من نومها منذ بزوغ الفجر لكي تؤدي صلاتها وتذهب وراء رزقها، يقول مصطفى: «ماما كانت بتصحى من الفجر ومترجعش غير المغرب عشان تقدر تصرف علينا وعلى تعليمنا».

رغم الأمية إلا أنها حرصت على إكمال دراسة أولادها الستة حتى حصلوا على مؤهلات عليا فمنهم خريجو التجارة ومنهم الخدمة الاجتماعية، ومنهم من أكمل دبلومات الجرافيك ديزاينر بفضلها يقول مصطفى «ماما كانت بتقولي شوف بتحب إيه وخد فيه الدورات اللي عايزها وأنا هدفعها» كانت الأم تذهب إلى موقع الدورات لتسجل لابنها في دورات تصميم الجرافيك وتفاجئه بذلك.

لم يقف بجانبهم أحد من الأهل بسبب تعفف الأم وعزة نفسها لذلك بذلت قصارى جهدها وعمرها في العمل لجلب المال لم تركز «أم مصطفى» في حياتها سوى على تربية أبنائها والحصول على شهاداتهم العليا وتعليمهم أصول الدين «ماما كانت مركزة إنها مع تعليمنا تجيبلنا شيخ يحفظنا القرآن وهي اللي علمتنا الدين رغم إنها مش متعلمة» بحسب مصطفى.

ظلت الأم هي الجدار الذي يستند عليه الأبناء، حتى كبروا، وأكملوا تعليمهم، وزاد التعليم حتى حصل بعض منهم على شهادات أعلى، فمنهم من يحضر الماجستير، ورغم ذلك الأم حتى هذا الحين كل ما يأتيها من نقود تدخرها لأولادها، يقول «مصطفى»: «ماما لحد دلوقتي بتعمل جمعيات وتشيل الفلوس في البوسطه علشانا، بتقول عشان أفضل طول عمري سانداكم».