«أم الرجال» ليس لقبًا تحمله وفاء شمسي، والدة الأربعة أبناء، لكنها صفة لفعل أولادها الذين تفاخروا بها، ودعموها ضد قيود وهمية يفرضها المجتمع على المرأة، إذ كانوا السند بعد انفصالها عن والدهم، وسعوا معها لإتمام دراستها، التي حُرمت منها مبكرًا، وباركوا زواجها مرة أخرى بغير والدهم، فأصبحت الأم وأبنائها حديث مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ساعات من نشر أولادها صور تخرجها في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، فسرعان ما باتت السيدة نموذجا لمن أخرجت أبناء أسوياء، خاضوا معها حربها، للحصول على حقها في التعليم، وبناء حياة أخرى مستقرة، رغم انفصالها عن والدهما منذ 10 سنوات.

الحمد لله إني قدرت أحسن تربيتهم 

حُسن التربية مقصد يسعى إليه الجميع، والبعض ينشده، وهو ما جنته «شمسي» في رحلتها، التي قاربت على إنهاء عقدها الأربعين فيها، وردًا على تداول موقف أبنائها معها ورد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صورها مع أبنائها، حمدت الله على إحسانها في تربيتهم، مؤكدة أنها لم تتوقع ردود الفعل: «مكنتش متخيلة كل ده، الحمد لله إني قدرت أحسن تربيتهم، ويكونوا أسوياء في تفكيرهم وطريقتهم».

18 عاما من الزواج، التي فضلته السيدة قديما عن الدراسة والتعليم، وأثمر عن 4 أولاد، هم: محمد، ومروان، ومعتز، وحسام، إلا أن النصيب لم يكتب له أن يكتمل، لتكتب نهاية الزيجة، ويظل الأبناء يبرون الثنائي، دون تمييز طرف عن آخر.

الاكتئاب سبب استكمال دراستي والحقوق كانت حلمي

حالة من الاكتئاب عقب الانفصال انتابت السيدة، التي لم يتركها أبنائها لعتمته، ليقرروا نصحها باستكمال الدراسة، التي تركتها منذ أكثر من 20 عاما: «وافقت وكنت بشغل نفسي، وبقيت أذاكر بنفسي، وولادي يدعموني، لحد ما جبت 82% شعبة أدبي».

حلم الحقوق الذي انتهى قديما، عاد اليوم ببركة الأبناء: «كان حلمي أدرس حقوق، والحمد لله إني حققت حلمي ده، ودخلت حقوق وسبت كل الكلام المحبط لحد ما اتخرجت».

الجواز التاني مش غلط ولا حرام 

زيجة أخرى في حياة «وفاة» بمباركة أبنائها، بعدما تقدم لها أحد الرجال، ليبدوا موافقتهم على الفور: «شخص محترم وبيدعمني جدا، لما اتقدم ولادي رحبوا جدا، لأنه ده حقي، الجواز التاني مش غلط ولا حرام واتجوزت من سنة».