07:35 م | الخميس 30 سبتمبر 2021
وسط شوارع مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تتجول فتاة ثلاثينية تقود دراجة نارية «تروسيكل»، برفقتها طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، تبدو صلبة في عزيتمها كالرجال، وغلب على ملامحها الهادئة شقاء سنوات من الكفاح والعمل، بعدما تحملت على عاتقها مسؤولية رعاية أطفالها الخمسة ووالدتها.
تبدأ الفتاة المعروفة باسم «دينا» يومها منذ بزوغ شمس النهار، فما أن تنتهي من إعداد الطعام لأسرتها، وترتيب منزلها الصغير، تبدأ رحلة البحث عن رزقها وقوت يومها، لتستقل «تروسكيل» قامت بتأجيره من أحد الأشخاص، تجوب يه شوارع الزقازيق للبحث عن صفائح الكانز والكرتون والزجاجات البلاستيكية داخل صناديق القمامة، لبيعها لتجار الخردة، من أجل كسب المال للإنفاق على أسرتها.
تبلغ «دينا جمال» من العمر 32 عاماً، تقيم بقرية «العصلوجي»، التابعة لمركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية، قالت إنها تستيقظ في الصباح الباكر وتواصل العمل لمدة 12 ساعة يومياً في الشوارع، للبحث عن صفائح الكانز ومخلفات الكرتون داخل صناديق القمامة، وجمعها داخل تروسيكل تستأجره، لبيعها لتجار الخردة من أجل الإنفاق على والدتها المسنة وأطفالها.
وأوضحت أنها تعود إلى منزلها وقت الظهيرة، للهرب من حرارة الشمس المرتفعة، وحتى تتمكن من إعداد طعام الغداء لأطفالها ووالدتها المسنة، ثم تعود لمواصلة عملها قبل غروب الشمس، وحتى الثانية عشرة في منتصف الليل.
وأضافت السيدة الشابة أن لديها 5 أطفال، أكبرهم «جمال»، يبلغ من العمر 10 سنوات، طالب بالصف الرابع الابتدائي، ويساعدها فى عملها أثناء الإجازة المدرسية، و«بسملة» تبلغ من العمر 8 سنوات، طالبة بالصف الثالث الابتدائي، و«إبراهيم» 6 سنوات، مشيرةً إلى أنه كان من المفترض أن تقدم لابنها الثالث للالتحاق بالصف الأول الإبتدائي، إلا أنها لم تتمكن من تقديم أوراقه للمدرسة، لعدم استطاعتها الإنفاق عليه، قائلةً: «ممعيش فلوس أدفعها مصاريف تقديم»، إضافة إلى ابنها الرابع «فاضل»، يبلغ من العمر 4 سنوات، و«شيماء» 3 سنوات.
وتابعت «دينا»، التي يبدو على ملاحها الحزن والشقاء، قائلةً: «أنا طلبت الطلاق من زوجي لأنه كان يتاجر في المخدرات، واحتضنت صغاري كي أربيهم بالحلال»، وأضافت أنه «بعد طلاقي، دخل زوجي السجن، وليس لنا نفقات أو معاش تضامن للعيش منه، فما كان لي إلا أن أستأجر تروسيكل للعمل عليه»، وتابعت بقولها: «بأكسب في اليوم حوالي 100 جنيه، بأدفع منهم 50 جنيهاً يومياً أجرة التروسيكل»، لافتةً إلى أنها تنفق حوالي 500 جنيه شهرياً، ما بين إيجار السكن ومرافق كهرباء ومياه.
وأشارت «دنيا» إلى أنها تتعرض لبعض المضايقات والتحرش اللفظي في الشارع يومياً، إلا أنها تتصدى لمثل هذه الأفعال، وتستمر في مواصلة عملها، وطالبت بصرف معاش لها من أجل الإنفاق على والدتها وأطفالها، أو توفير فرصة عمل لائقة، تساعدها على توفير حياة كريمة لأبنائها.
