رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

«نسمة» تعيش حلما ممنوعا على قصار القامة في 5 ساعات: بقت مضيفة ودكتورة ومعلمة

كتب: غادة شعبان -

12:50 م | الخميس 30 سبتمبر 2021

نسمة يحيى

دائما ما تحاول البحث عن التغيير، ومواجهة مشكلة التنمر بأشكال مختلفة، خاصة أنها واحدة ممن تعرضن للانتقادات اللاذعة، والسخرية المتهكمة على طولها، كونها من قصار القامة، إذ يبلغ طولها 105 سنتيمترات، لكن نسمة يحيى، صاحبة الـ21 عاما، التي تدرس الإعلام في كلية التربية جامعة المنصورة، حولت معاناتها لمصدر إلهام لغيرها، كي تكون لسان ناطق يعبر عن حالهم، من خلال جلسات التصوير والمنشورات التحفيزية، التي تدونها طوال الوقت، والحقوق التي تنادي بها.

وتعتبر نسمة يحيى، أول عارضة أزياء لقصار القامة، إذ كان اختلافها سر تميزها، فلم تتنازل عن حقها في المجتمع، بأن تصبح واحدة من المؤثرين داخله، رغم الانتقادات والسخرية التي تتعرض لها باستمرار، فقد اختارتها إحدى الشركات الكبرى في عام 2020، ضمن 50 سيدة ملهمة.

حاولت «نسمة» التعبير عن حال غيرها، ممن يختلفن في ظروفهن وحياتهن، بفكرة خارج الصندوق، إذ ناقشت أزمة الحصول على وظيفة والالتحاق بالكليات المرموقة، التي يقع فيها الأشخاص الذين يعانون من ظروف ما، كقصار القامة ومرضى البهاق وذوي القدرات الخاصة، عبر جلسة تصوير خضعت لها بعدسة المصور الفوتوغرافي محمد عاطف، في 5 ساعات فقط، نجحت من خلالها في توصيل فكرتها إلى ملايين من رواد السوشيال ميديا.

كواليس جلسة تصوير نسمة يحيى

كواليس جلسة التصوير، تقول عنها عارضة الأزياء نسمة يحيى لـ«الوطن»: «الفكرة جاءت بعد جلسات طويلة مع المصور، بعدما لاحظنا معاناة البعض من أصحاب الهمم وذوي القدرات الخاصة ومرضى البهاق وقصار القامة، وعدم قبولهم في الكليات وبعض الوظائف، نظرا لحالتهم الصحية واختلافهم في الشكل والمظهر عن غيرهم، فتصبح العبارة التي تلاحقهم (مش ليك.. شوفلك حاجة تناسب طولك أو شكلك)، ما جعلنا نفكر في تنفيذ فوتوسيشن يناقش تلك القضية».

«مستشفيات ومعامل وسنتر دروس ومنشئات معمارية ومطار القاهرة الدولي ومنطقة الكوربة بمصر الجديدة»، كانت تلك الأماكن التي استهدفتها «نسمة» لتنفيذ جلسة التصوير التي خضعت لها، بعد تخطيط دام لأسبوعين، حتى تستطع تنفيذ الملابس التي أعدتها بذاتها لهذا الهدف: «عملت كل الأزياء بنفسي والميكاب وكل حاجة، وقررنا ننزل أماكن على أرض الواقع لتنفيذ السيشن، وكان من بينهم المطار للقيام بوظيفة مضيفة الطيار، وهي المهنة المحظورة على قصار القامة وذوي الهمم، كونها تحتاج لوزن وشكل وطول معين».

«نسمة» تتنقل بين المهن في 5 ساعات

داخل إحدى المنشآت المعمارية، قررت «نسمة» تقمصت مهنة المهندسة المعمارية، التي يعتبرها البعض لا تُناسب الفتاة بوجه عام، كونها شاقة وتتطلب مجهود خاص، وداخل إحدى مراكز الدروس المخصصة للطلاب، وقفت الفتاة تُقدم العلم لعدد من الطلاب، كرسالة منها للنشء: «نعلم الأجيال القادمة تقبل الاختلاف، وعندما يروا معلمتهم من قصار القامة، سيتقبلون نظيراتها من الأمثلة حية على أرض الواقع».

ارتدت «نسمة» بالطو أبيض كواحدة من الطبيبات، وظهرت خلال جلسة التصوير، وهي تجري الكشف على المرضى: «بعض الكليات ترفض قصار القامة، منها الطب، لعدم قدرتهم على إجراء العمليات الجراحية، معللين القرار بأنهم غير مؤهلين، رغم أن هناك طبيب جراح في الولايات المتحدة الأمريكية، من قصار القامة، ويعد من أشهر الأطباء هناك، ويمكن حل تلك الأزمة من خلال سلالم يقفوا عليها، أثناء إجراء العمليات الجراحية».

حاولت أول عارضة أزياء من قصار القامة، توصيل رسالة الاختلاف من خلال جلسة التصوير التي خضعت لها: «أهم رسالة أنه من حق أي حد يمارس أي عمل يحبه، طالما على قدر من الكفاءة والعقلانية، دون النظر إلى حالته الاجتماعية وإمكانية الإندماج داخل المجتمع، بعيدا عن الشكل والملامح واللون».