اللقاحات المضادة لفيروس كورونا أصبحت أكثر ما يشغل العالم حاليًا، سواء لمعرفة مدى مقاومتها للفيروس وتحولاته، أو مدة فاعليته أو حتى آثاره الجانبية على متلقيه، فاللقاحات لها آثار جانبية كأي لقاح أو دواء، ولا تختلف لقاحات كورونا عن باقي لقاحات الأمراض الأخرى.

وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع «Blodsky »، المعني بالشؤون الصحية، فللنساء نصيب أكبر من الرجال في التعرض لمعاناة الآثار الجانبية للقاح فيروس كورونا، فالموقع نشر بيانات تفيد بأن من إجمالي عدد التطعيمات التي تم تلقيها، تم الإبلاغ عن 79% من الآثار الجانبية من النساء، على الرغم من تلقي نحو 60% من الجرعات من النساء، على عكس النسبة التي ظهرت على الرجال الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

لماذا النساء أكثر شعورا بالآثار الجانبية للقاحات؟

الدكتورة لبنى القرشي، استشاري الحساسية والمناعة، علقت على هذه الدراسة في حديثها لـ«الوطن»، قائلة إنه من منظور بيولوجي، تنتج النساء والفتيات أحيانًا ضعف عدد الأجسام المضادة لمكافحة العدوى من اللقاحات، ولأن النساء لديهن تواتر أعلى لخلايا CD4 + T، التي تسمى أيضًا «الخلايا التائية المساعدة»، التي تنشط الخلايا الأخرى من الجهاز المناعي التي تصنع الأجسام المضادة لمكافحة الفيروس، وبالتالي تشعرن بآثار اللقاح في الجسم.

وأضافت أن هرمون الـ«أستروجين» الأنثوي يلعب دورًا في تعزيز الشكل العام لتفاعل جهاز المناعة وتأثيره عليه، حسبما أكدت «القرشي» على أن يكون العكس بالنسبة للرجال حيث يعمل هرمون الـ«تستوستيرون» الذكري كمثبت للمناعة، والذي يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا وراء تعرض النساء لآثار جانبية من لقاحات كورونا أكثر من الرجال.

الذكور أقل تأثرا بأعراض اللقاحات

وتابعت أن التقلبات الهرمونية في جسد الأنثى أحد الأسباب أيضًا في زيادة الأثار الجانبية، «معظم الستات اللي جت لي بتشتكي من تغير ميعاد الدورة الشهرية بعد التطعيم» ولكن مع ذلك عادة ما تكون الآثار الجانبية للقاح خفيفة، وهي آمنة على الحوامل والمرضعات والنساء اللاتي ترغبن في الإنجاب فهي مثل أي دواء آخر.

ومن الطبيعي حدوث هذه الأعراض بعد تلقي اللقاح، مثل الصداع وآلام الجسم والإسهال وتساقط الشعر، ما يعد علامة على أن جهاز المناعة في الجسم يستجيب للقاح وهو أمر جيد يدل على حدوث مفعول، حسب استشاري المناعة.