كتب: غادة شعبان -
02:59 م | الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
سلوكيات وعادات مكتسبة، بحكم التعامل مع المحيطين بالخارج، تبدأ بتغير في الطباع والحديث بشكل غير لائق، وتصل إلى تناقص بعض المقتنيات والأموال شيئًا فشيئا، دون أن يخطر على بال الأم، أن طفلها الذي ربته على القيم والأخلاق، يسرقها، لينتابها الهلع والخوف، ومن ثم تبدأ في توبيخه ومعاقبته بالضرب، فضلًا عن نعته بألفاظ مشينة، بعدما فقدت الثقة فيه، وأصبح المتهم وراء اختفاء أي شيء من المنزل.
شرحت غادة الحسيني، أخصائية التخاطب والتربية الخاصة لـ«هُن»، أسباب إقدام الأطفال على السرقة، وأساليب تعديل سلوكه، قائلةً: «سلوك السرقة أو أخذ الأشياء عند الاطفال، يمكن أن يحدث قبل بلوغ عامه السادس، وهو منتشر بكثرة، كونه لم يكن يعي مفهوم الملكية والخصوصية، إذ لم تكتمل بعد الصورة وتتضح المفاهيم لديه بعد بلوغه»، مشيرة إلى عدد من الأسباب التي تؤدي إلى بروز ظاهرة السرقة لدى الأطفال.
يعتبر الحرمان والشعور بالنقص، من أهم العوامل والأسباب التي تؤدي إلى تفشي ظاهرة السرقة بين الأطفال، كونه محروما من متطلباته بشكل مبالغ فيه: «منشفينها علي الطفل، وبالتالي عينه مش مليانة، فيحاول تعويض النقص من خلال السرقة، حتى يصبح مثل باقي الأطفال، أو يصبح أغنى منهم، خاصةً إذا كان مستوى الأسرة المادي ضعيف أو أقل من مستواهم».
يمكن أن يتسبب ضعف تفاعل الطفل اجتماعيًا، أو عدم قدرته على تكوين صداقات، في لجوئه إلى السرقة، بهدف شراء أطعمة وحلوى وألعاب، وتوزيعها على الأطفال الآخرين، حتى يتقربون منه.
سوء التعامل مع الطفل وتعنيفه بشكل مستمر، يمكن أن يكون عاملًا قويا، لجعل الطفل يمارس السرقة عن عمد، حتى تسنح له فرصة الانتقام من الأهل.
في سن مبكر ربما لا يعي الطفل مبدأ الخصوصية واحترام ملكية الآخرين، ما يجعله يستباح كل ما يحيط به أو حينما يذهب لزيارة أقاربه فتجده يأخذ ما يحلو له، غير مدرك بإنه بهذة الطريقة يكون اقترف إثمًا وسلوك خاطئ.
يعتبر إهمال الأهل للطفل وعدم متابعته، إحدى أكثر العوامل التي تجعله يقدم على ارتكاب العديد من السلوكيات غير الصحيحة، كالسرقة وممارسة أعمال العنف، فنجد بعض الأهالي ينشغلون عن أطفالهم بحكم العمل، وهو الأمر الذي يجعل الطفل يكرر فعلته، كونه يدرك أنهم لن يحاسبوه على ما بدر منه.
تعتبر الصحبة السيئة واحدة من أكثر العوامل التي تؤثر على تفشي ظاهرة السرقة بين الأطفال، فتجد الطفل يحاول تقليد صديقه في أفعاله، حتى يثبت له أنه يمكنه فعل ما يقوم به، وهو ما تغفله بعض الأسر، إذ لا تفتش بين أصدقاء الطفل.
وضعت أخصائية التخاطب والتربية، روشتة للأمهات وللأسر، تساعدهم في التصرف السليم مع الطفل حال اكتسب سلوك السرقة، كالتالي:
النصيحة الأولى ترتكز على فكرة احترام الخصوصية، إذ يجب على الأهل استئذان الطفل، حينما يريدون إستعارة شيء ما منه فيما يخصه، حتى يتعود على استئذان أي شخص، قبل استخدام أو أخذ ما لا يخصه.
يجب أن تزرع الأم وتقوي في طفلها صفة الأمانة: «قوليله معايا مبلغ وعايزة أعينه معاك، عشان ميتصرفش منى، وعارفة أنك أمين وهتحافظ عليه أكتر منى».
الأم مطالبة بالاهتمام بغرس القيم الدينية لدى الطفل، والتحدث معه عن الثواب والعقاب والجنة والنار، وسرد له قصص عن الأمانة والصدق، واختباره بالأسئلة لمساعدته وتقويم سلوكه.
يعتبر ذلك المثل الشعبي المتداول بين الكثيرين، واحدًا من أكثر الأمثال التي تبرهن على قصة السرقة عند الأطفال، التي نوهت عنها غادة الحسيني، قائلةً: «مترميش الفلوس في أي مكان في المنزل».