رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

رحلة الآلام.. حكايات وجع الأمهات مع «ملخ الولادة»: «دينا» عاشت وابنها مات

كتب: غادة شعبان -

03:42 م | الخميس 02 سبتمبر 2021

ملخ الولادة

تنتظر قدوم ابنها بفارغ الصبر، تعد العدة والترتيبات اللازمة لاستقباله، تُزين الغرفة بالألوان والبالونات الملونة، تُدون عليها اسم الطفل، وتضع على سريره الملابس التي اختارتها وأحضرتها بكل حُب وحماس، تظل تسأل عن اليوم المحدد للولادة، وحينما تفاجأها آلام المخاض، تتغلب على تلك الأوجاع بابتسامة شوق، فهي على موعد مع قطعة من روحها ظلت تنمو بداخلها 9 أشهر، لكن في بعض الأحيان، يحدث ما لم يكن في الحُسبان نهائيا، إذ يتعرض الطفل لما يُسمى بـ«ملخ الولادة»، وهو أحد الأخطاء الطبيبة الناتجة عن الولادة الخاطئة، وتحدث في كثير من الأحيان نتيجة لقلة خبرة الطبيب أو الولادة المتعسرة.

«هُن» تواصل مع عدد من الأمهات، اللاتي روين تجاربهن مع«ملخ الولادة»، وتحدثن عن قصصهن مع محاولة التغلب عليها.

تعثرت فأصيب طفلها بـ«ملخ الولادة»

قبل 19 عاما، فاجأت والدة مؤمن محمد، آلام الولادة، لم تكن حالتها الصحية مستقرة، حتى تعثر الأطباء في إجراء العملية الجراحية، إلى أن ولدت طفل بوزن 5 كيلو جرامات، وأصيب الجنين بما يسمى بـ«ملخ الولادة» في ذراعه الأيسر.

حياة الطفل لم تكن مستقرة، ومع تكرار احتجازه داخل المستشفى لتلقي العلاج، كان قد استنفذ الطاقم الطبي كل الوسائل لعلاجه، ليكن العلاج خارج مصر، لكن بتكلفة عالية، إذ تحكي الأم في حديثها لـ«هُن»: «الولادة كانت صعبة وكانوا خايفين يحصل حاجة لينا إحنا الاتنين، وربنا أراد إنه يوصل بسلام على الدنيا، لكن الطفل أصيب بملخ الولادة، ودراعه بقى معووج، رغم محاولات الأطباء المتكررة للعلاج الطبيعي».

رضت «أم مؤمن»، بما قسمه الله لها، وحمدته على ما رزقت به، وقررت التعامل مع حالة ابنها الصحية بحكمة، حتى قدمت له في الألعاب الرياضية: «ابني بطل وواخد ميداليات كتيرة في ألعاب القوى».

لعبة القدر.. «دينا» عاشت وابنها مات

شاء القدر أن تولد بـ«ملخ الولادة»، نتيجة تعرضها لخطأ طبي أثناء ولادتها طبيعيا، إذ كان وزن دينا مجدي، 33 عاما، وقت ولادتها المتعسرة، 6 كيلو جرامات: «اتولدت طبيعي وحصلي قطع في وترين عصبيين في ذراعي الأيمن»، وأقر الأطباء علاجا طبيعيا بالكهرباء 3 مرات أسبوعيا، وأحيانا 6 جلسات في اليوم الواحد، ومرت الأيام وتزوجت، وتعرضت في أثناء ولادة طفلها لنفس الواقعة، إذ أصيب هو الآخر بـ«ملخ الولادة»، لكنه توفي بعد 10 أيام من الولادة، نتيجة إصابته بضمور في العضلات.

رضوى 13 عاما من العذاب

13 عامًا من العذاب والألم، عاشتها المراهقة رضوى محمود، هي ووالدتها، إذ ترددت على الكثير من الأطباء، بعدما أُصيبت بـ«ملخ الولادة»، ونصحوها بضرورة عمل علاج طبيعي، لكن نسبة التحسن لم تكن كبيرة، تقول الأم: «كان التدخل الجراحي ليس خيارًا أو رفاهية، إذ خضعت ابنتي للعملية قبل بلوغها 6 أشهر، لكن دون جدوى، لأنها عانت من قطع كامل في الضفيرة العصبية، وقامت بإجراء عملية زراعة أعصاب».