كتب: آية المليجى -
01:28 م | السبت 28 أغسطس 2021
تجاوزت الستين من عمرها وأعراض الشيخوخة سكنت جسدها النحيل، منذ ولادتها لم تغادر القرية الصغيرة، ولم تذق «حلاوة الدنيا» يومًا واحدًا، خاصة بعدما توفى زوجها قبل 5 أعوام، فاضطرت غالية أحمد، لارتداء ثوب العمل رغم تقدم عمرها وأصبحت عاملة نظافة في إحدى المدارس، للحصول على مبلغ قليل لا يكفي قوت يومها.
في قرية «عرب الغمازة»، حيث تقيم السيدة الستينية «غالية» التي لم تخرج من حدود القرية النائية المحرومة من أساسيات الحياة البسيطة، تعاني المسنة من أمراض الشيخوخة، فهي لم تقو على السير كثيرًا أو الرؤية الواضحة، كما أنها من أصحاب مرضى الضغط ومع ذلك، خرجت للعمل بعد وفاة الزوج.
«بشتغل مكان بنتي.. وبكنس مكانها في المدرسة» للسيدة المسنة ابنة وابن، تزوجا الاثنان وأنجب كلًا منهما 5 أبناء، لذلك ارتضت «غالية» أن تحل محل ابنتها للعمل كعاملة نظافة في المدرسة وتحصل منها على مبلغ 300 جنيه شهريًا، أو على فترات متباعدة «بنتي مش هتعرف تروح المدرسة وتسيب عيالها الخمسة.. ومش كل شهر بتديني 300 جنيه».
«على باب الله» الجملة الأكثر تعبيرًا على حياة «غالية» التي لم تمتلك سوى المبلغ البسيط، كل فترة، لم يقض حاجتها اليومية، فهي تعيش في منزل متهالك أثاثه وأجهزة تالفة «نفسي في تلاجة.. أو بوتجاز بدل الشعلة اللي بتكسر ضهري».
10 أحفاد هم ثروة السيدة المسنة من ابنيها، يجتمعون لديها كل جمعة، ورغم الفرحة التي تعيشها لكن سرعان ما تتبدل بالحيرة في محاولات لتدبير طعام يكفيهم «بجبلهم علبة جبنة.. ولو في فلوس بجيب فرخة واحدة»، فما تمتلكه «غالية» تجود به على أحفادها «مش بيهنوا عليا».
رغم الحياة المعدمة التي تعيشها «غالية» لكن تبقى أداء فريضة الحج، أعظم ما تتمنى تحقيقه، فهي السيدة التي لم تسافر مرة واحدة في حياتها، لكنها تحلم بركوب الطائرة ورؤية بيت الله الحرام أمام أعينها «نفسي أحج قبل ما أموت».