رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الحاجة فوقية.. 18 سنة أمام لهيب «الفرن»: سترت بناتي من شوي السمك

كتب: هبة صبيح -

03:14 م | السبت 14 أغسطس 2021

الحاجة فوقية ببورسعيد

داخل «عشة» صغيرة وعلى مقربة من بحيرة المنزلة، تجلس الحاجة فوقية، أمام فرن من الحديد، وبجوارها أنبوبة غاز وألواح خشبية تضع عليها الأسماك بعد أن تقلبها في «الردة» يمينًا ويسارًا، ثم تضعها داخل الفرن، لتنبعث نار لا يتحملها الإنسان خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، ولكن السيدة الخمسينية تستقبل الزبائن بابتسامة رضا. 

سطرت الحاجة فوقية منصور، 50 عامًا، تعمل في شوي الأسماك بقرية المناصرة غرب بورسعيد، قصة كفاح في العمل طوال 18 عامًا، تحملت خلالها لهيب نار الفرن لتربي أبناءها وتزوجهم وترعي زوجها المريض.

وتقول الحاجة فوقية، حديثها لـ«الوطن»: «زوجي كان رزقه بسيط ويعمل يوم وعشرة لا، ولدي ثلاث أبناء، ابنتان وولد، وكان الحمل ثقيل عليا فالأبناء يحتاجون إلى رعاية واهتمام وفلوس لتربيتهم وتعليمهم».

وتضيف أم رحاب، كما يلقبها أهل القرية: «فكرت في عمل يعين أسرتي.. فكنت أجيد طهي الأسماك وأشويها فوق سطح منزلي لي وللجيران.. حتى استقريت على شراء الفرن بالغاز، وبدأت رحلة البحث عن الرزق».

الحاجة فوقية: الفرن سترني وزوجت بناتي 

وأكدت السيدة الخمسينية أنها تمكنت مساعدة زوجها وأبنائها من تلك المهنة التي اتخذتها عملًا دائمًا لها: «بالفعل ساعدت زوجي وربيت أبنائي من الفرن الذي سترني، ورغم لهيب النار وشدة الحرارة لكن كنت دائما مبسوطة وراضية إني أكسب من عرق جبيني، وزوجت البنتين من مكسب الفرن».

وأشارت الحاجة فوقية إلى أن عملها في شوي الأسماك أصبح يمثل لها مصدر الأمان والرزق حاليًا، بعدما مرِضَ زوجها وأصبح لا يقدر على العمل.

وقدمت نصيحة لكل زوجة أن لا تشتكي قلة الرزق وتفكر في عمل تتقنه لتربية أبنائها والوقوف بجانب زوجها إذا كان رزقه بسيطًا: «الشغل مش عيب.. اسعى يا عبد و أنا أسعى معاك».