كتب: سمر صالح -
11:06 ص | الأحد 01 أغسطس 2021
عالم مستقل بذاته لكل منهم دورة حياته الخاصة به، مجموعات متنوعة من المخلوقات مرت بمراحل تطوّر عدة لتتكيف مع الحياة في البيئات القاسية والنجاة من المنافسة الشرسة، لم تجد«سارة الرياني» أي عائق في اقتحام تلك العوالم الخفية، أحبت اكتشاف طبيعة حياتهم وسلوكهم في معزل أو مع الجنس البشري حتى أخذت على عاقتها مسؤولية تعريف المحيطين بها الطرق الأمثل للتعامل مع تلك الكائنات من أجل بيئة متوازنة في المستقبل.
قبل 4 سنوات انخرطت «سارة» صاحبة الـ24 عامًا في دراسة الحيوانات البرية وعلم الحشرات بحكم طبيعة دراستها في كلية علوم قسم علم الحيوان شعبة علم الحشرات، عرفت عنهم ما لم تكن على دراية به من قبل، معلومات عدة مغلوطة كانت ولاتزال متداولة في مجتمعاتنا نتوارثها دون وعي تؤثر على سلوكنا في التعامل مع تلك الحشرات أو الحيوانات، «الناس فاكرة إن كل أنواع التعابين سامة لكن ده مش حقيقي، وفي طرق مختلفة نتعامل بيها معاهم لو لا قدر الله دخل بيت حد فينا»، تقول الفتاة العشرينية في بداية حديثها لـ«الوطن» عن علاقتها بالحيوانات البرية.
معلومات مغلوطة يتداولها البعض على الصفحات الخاصة بتربية الزواحف والحيوانات البرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دفعت«سارة» لتدشين مبادرتها «أنيماليا» لتقديم دورات تدريبية للأطفال هي الأولى والأغرب من نوعها لتعريفهم وتوعيتهم بكل ما يخص بيئة الحيوانات البرية وليست الأليفة فقط، «بشوف ناس بتنصح بمعلومات غلط تماما، وحبيت أطلع جيل واعي عشان نحافظ على التوازن البيئي» فما لبثت أن أعلنت عن مبادرتها حتى تقدم إليها عشرات الأهالي رغبة في إلحاق أطفالهم بالدورات التعليمية الخاصة بعلوم الحيوان كنوع من الثقافة الحياتية بعيدًا عن مناهج التعليم المسطورة في كتب المدارس.
حول منضدة دائرية تجلس «سارة» ويحيط بها عشرات الأطفال من أعمار متفاوتة أصغرهم سنه لا يتجاوز الـ3 سنوات، يستمعون إليها باهتمام بالغ وحالة اندهاش تتضح على ملامحهم البريئة، تعتمد في ذلك على الشرح بطريقة عملية بالاستعانة بالحيوانات في مكان الشرح، «بجيب الحيوانات وأشرح ليهم عملي»، بحسب تعبيرها.
تتيح «سارة» للأطفال رؤية الضفادع والعناكب والعقارب والحشرات عن قرب مع التعرف على أدق تفاصيلها تحت الميكروسكوب لتعليمهم فوائد الحشرات في دورة حياة الطبيعة، «في أطفال بتخاف تقرب من الحشرات أو الحيوانات في الأول وبالوقت مع الشرح العملي بيحبوا الموضوع ويتجاوبوا»، إلى جانب تعريفهم بحياة الزواحف ومختلف الحيوانات البرية كالقنفذ والأرانب.
في غرفتها حيوانات عدة وزواحف، تجد «سارة» ألفة بينهم، علاقة من نوع خاص تربطها بهم اعتادت التعامل معهم بطريقة آمنة، «مهم جدا نعرف طريقة التعامل الصحيح مع كل حيوان أو حشرة حوالينا في البيئة».