كتب: ندى نور -
01:45 ص | الثلاثاء 20 يوليو 2021
رجل قوي الجثمان يقف ممسكًا بذبيحته يمد يده للسكين ويبدأ في عملية الذبح، تلك هي الصورة المعتادة في عيد الأضحى، ولكن في مشهد غير اعتيادي تقف فتاة لا يتجاوز عمرها 15 عامًا ممسكة في يدها السكين وفي أخرى رأس الأضحية، وتتعامل معها بكل احترافية، وكأنها خلقت لتلك المهنة.
لم يقف سن ملك زين العابدين عائقا، حتى تقرر تعويض والدها عن فقدان نجله الوحيد حتى تتعلم أصول تقطيع اللحوم لتخف الحمل عن والدها، تارة تنظر في الكتاب وتكتب بقلمها، وأخرى تحكم قبضتها على السكين لتقطيع اللحوم للزبائن.
مهنة ورثتها أبا عن جد، كانت بدايتها في سن الـ 3 من عمرها، حيث أوكل لها في البداية مهمة بسيطة وهى تعبئة اللحوم في الأكياس ومنحها للزبائن، لتصل لمرحلة القدرة على محاسبة الزبائن، ثم تقطيع اللحوم بنفسها دون مساعدة.
لم يقف عمل «ملك»، في الجزارة عن استكمال مشوارها الدراسي فهى طالبة بالصف الأول الثانوي في إحدى مدارس اللغات بمحافظة أسيوط، لتبذل مجهودًا مضاعفًا بالذهاب للمدرسة والعمل في الجزارة لتتعلم كل يوم شيئًا جديدًا.
لم يختلف العيد هذا العام عن الماضي، حيث تنتظر «ملك» الانتهاء من صلاة العيد لتبدأ مهمتها التي احترفت فيها وهى الدبح: «بقيت أقدر أدبح الخرفان والعجول، وأقطع وأشفي الدبيحة بسهولة كل ده بياخد مني ساعتين»، حسب حديثها لـ «هُن».
تقضي «ملك» فترة العيد بأكمله في الدبح: «وقتي كله بقضي في الدبح، اتعلمت إزاي أدبح بأيدي من جدي وأبويا، محدش غصب عليا اشتغل في الجزارة، أنا كنت عايزة أحسس أبويا إني ولد وبنت بعد وفاة اخويا الوحيد، وإني أقدر اسنده وأقف جنبه».
تتعدد طموحات الطفلة صاحبة الـ 15 عاما، ومن أهم الأمنيات أن تكون ممثلة، لما تملكه من موهبة في هذا المجال، وتحاول تطوير موهبتها بالمشاركة في العروض المدرسية المختلفة.