كتب: آية أشرف -
06:22 ص | السبت 03 يوليو 2021
على أرصفة منطقة حلوان بالقاهرة، ظلت «نجاة» 45 عامًا، مشردة بين الطرقات، أسفل الكباري، تفترش الرصيف ليلًا، تظل الحيوانات تنهش بها، حتى أن من لايعرفوا الدين أو الرحمة لم يتركوها لشأنها حتى تعيش بسلام، فباتت مستباحة لهم، وهي لاحول لها ولا قوة، لا تستطيع الدفاع عن نفسها، لاتستطيع حتى المقاومة، أو إدارك مايحدث معها.
سنوات طويلة ظلت فيهما «نجاة» التي لاتساعدها قواها العقلية تذكر سبب لجوئها لهذا المصير القاسي، لا تملك سوى الإمساك بالمارة مستغيثة من الاعتداءات التي تتعرض لها، طالبة نقلها في مأوى أمان لها.
أيام لا يسيطر عليها سوى الخوف والرعب، الظلام بات حليفها، والاعتداءات والتحرش أصبح كطقس يومي، فلم تعد تأمل سوى بغرفة تأويها، ومكان بعيد يحميها عما تتعرض له.
الكثير من الاستغاثات التي أطلقتها السيدة الأربعينية، كانت سببًا لمحاولة أحد الأشخاص توصيل الأمر لمؤسسة معا لإنقاذ إنسان لتتولى رعايتها، والتي على الفور أرسلت فريقها لإنقاذ السيدة.
من جانبه كشف المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ماحدث للسيدة «نجاة»، مؤكدًا أنها لا تتذكر سبب وجودها بالشارع، وكم عدد السنوات التي قضتها، لكنها تعلم جيدًا اسمها وماحدث لها: «بيحصلها اعتداءات وتحرشات كتير، وكانت بتطلب من المارة ينقذوها من التحرش، ويودوها أي مكان آمن».
وتابع رئيس مجلس إدارة مؤسسة معا لإنقاذ إنسان، خلال حديثه لـ «هُن»: «حالتها الصحية والنفسية سيئة جدًا جدًا، آثر التحرش والاعتداءات والكدمات على جسمها، وعقلها واعي بنسبة 50% بس». مؤكدًا أنهم وجدوها شبة عارية، تستغيث لإنقاذها، وبالفعل المؤسسة بدأت في إجراءات تأهيلها بعد نقلها للمؤسسة بالفعل.