كتب: منة الصياد -
05:42 م | الإثنين 31 مايو 2021
28 عاما من البحث المتواصل والمستمر في جميع أنحاء الجمهورية، لم تعرف أسرة فاضل خلف فاضل، ابن قرية طهطا بمحافظة سوهاج، البالغ من العمر 41 عاما، طريقا للراحة أو السبات العميق، طالما لا زال مفقود المكان، وتحاول والدته وأشقائه الوصول إليه مهما بلغ الثمن.
محمد فاضل، الشقيق الأصغر للمتغيب، يكشف خلال حديثه لـ«هن» تفاصيل تغيبه عن المنزل: «هو أكبر واحد فينا كان من مواليد 1980، ولما ساب البيت كان في عام 1993، يعني كان عنده وقتها 13 سنة، وهو خرج من البيت وقتها بإرادته عشان كان هربان من شدة أبويا علينا في تربيته لينا، فمشي من خوفه، ومن بعدها والدي تعب أوي من حزنه عليه وفضل في مرضه لحد ما اتوفى في عام 2008».
لم تترك الأسرة أي وسيلة للبحث عن ابنها المفقود، حتى أنهم لجأوا إلى الدجالين في إحدى المرات: «أخويا مخلاش مكان وراه ممكن نوصله فيه، لدرجة إننا لجأنا لدجالين في القرية عشان جايز كانوا يعرفوا مكانه وبرضو مفيش فايدة».
حزن الأم على نجلها الأكبر لم يكن كغيرها؛ إذ اتشحت بارتداء الملابس السوداء حتى اليوم، ولم ترغب لحظة في تغييرها إلا بعدما يطمئن قلبها على فلذة كبدها، حيث بات الحزن يكسو ملامحها وآلام صدرها لم تهدأ يوما واحدا من لحظة فقدانها له.
أمل جديد لاح في الأفق لأسرة «فاضل»، بعدما أبلغوا أنه يتواجد داخل مستشفى الصحة النفسية بالخانكة في محافظة القليوبية: «في واحدة كلمتنا في عام 2013 وقالت لنا إن أختها شغالة في مستشفى الخانكة وإن في واحد جه بنفس اسم ومواصفات أخويا بين المرضى، وقال إنه مش عارف يوصل لأهله، بس حصلت مشاكل كتيرة وحاجات عطلتنا عن الوصول ليه، ولسه امبارح كنا بنتواصل مع الست دي تاني عرفنا إنها طلعت على المعاش بس هتساعدنا نوصل للشخص ده وأملنا في ربنا يطلع هو».