رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد رفض مؤنس لوالدته في «لعبة نيوتن».. الإفتاء توضح حكم نكران الوالدين

كتب: إسراء حامد محمد -

10:44 ص | الأربعاء 05 مايو 2021

لعبة نيوتن

على مدار الأيام القليلة الماضية من شهر رمضان الكريم، تصدر مسلسل «لعبة نيوتن» تريند مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع محركات البحث أكثر من مرة، بسبب إقبال الجمهور على مشاهدته خلال دراما رمضان لهذا العام.

وأثار مسلسل «لعبة نيوتن» بطولة الفنانة منى زكي والفنان محمد ممدوح ومحمد فرج وعائشة بن أحمد، الجدل كثيرا بعد تناوله لعدد من القضايا التي قد يختلط بها الأمر على الكثيرين، مثل انقضاء عدة الحامل المطلقة بمجرد أن تضع حملها، ورد الزوج لزوجته دون علمها وزواجها خلال الفترة التي يقوم زوجها فيها بردها.

وكانت الشخصية الأكثر جدلا في المسلسل هي «مؤنس» التي يجسد دورها الفنان محمد فراج، إذ أنه يؤدي دور شيخ يعيش بأمريكا، لديه أعمال تجارية كثيره جعلته ميسور الحال، ساعد «هنا» التي جسدت شخصيتها الفنانة منى زكي، في غربتها خلال تواجدها في أمريكا لتضع مولودها حتى يتمكن من الحصول على الجنسية الأمريكية.

وفي الحلقات الأخيرة، ظهرت شخصية جديدة في أحداث المسلسل، وهي والدة الشيخ مؤنس، إذ اتضح من خلال معاملته لها بأنه ليس راضٍ عنها، ويتبين من خلال حديثهما أنها فعلت شيء جعله لا يسامحها عليه، وعن عقوبة نكران الأم في الدين، أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر الموقع الرسمي الخاص بها، حدود التعامل مع الوالدين وبرهما والتي أوضحتها في السطور التالية:

حرص الشرع على صلة الأرحام على وجه العموم؛ فقال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبا﴾ [النساء: 1]، وقال تعالى: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ﴾ [محمد: 22]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ﴾» متفقٌ عليه.

ما حكم قطع صلة الأرحام؟

وعلاقة الولد بوالديه مسألةٌ تتعلق بالإنسانية المَحْضَة فضلًا عن أن تكون مسألةً تحث عليها الشرائع؛ فليس هناك نظامٌ اجتماعيٌّ على مَرِّ التاريخ لم يتمسك بهذه القيمة؛ لذا قال تعالى محذِّرًا مِن المَسَاس بهذه العلاقة مهما يكُن مِن شيءٍ: ﴿لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُود لَّهُۥ بِوَلَدِهِ﴾ [البقرة: 233].

وبِناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فالبِرُّ بالوالدين وصِلَتُهُما والإحسان إليهما فرضٌ على ولدهما؛ سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وذلك في حدود رضا اللهِ تعالى ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالبِرُّ لا يعني الطاعة العمياء، وعلى الولد أن يجتنب مواطنَ الشُّبهة، وألَّا يطيعَ أيًّا منهما في أمره له بالمعصية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» متفقٌ عليه، وإذا كانت أحوال أهل الأم على الوجه المذكور والذي يجعل البنت تخاف على نفسها من أن تتأثر أخلاقها به: فيمكنها أن تكتفي بالبر والإحسان والزيارة الخاطفة من غير أن تطيل المكث أو المبيت.