رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

طردها أهل زوجها واستولوا على أمواله.. «أم مؤيد» تحارب قسوة الحياة «على الرصيف»

كتب: شروق مجدي -

11:33 م | الثلاثاء 23 مارس 2021

رشا محمد

كافحت من أجل تربية أولادها وتعليمهم، وحاربت قساوة المجتمع بعد وفاة زوجها، إذ تستيقظ كل يوم فجرا وتؤدي الفريضة، ثم تستودع أولادها وتجمع عدتها «الأواني البلاستيكية» مصدر رزقها الوحيد، مغادرة منزلها مع نسيم الصباح الأول، ولا تعود إلى بعد ظلام الليل.

وعلى أحد شوارع مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، تفترش رشا محمد «أم مؤيد»، 40 عاما، لتبيع الأواني البلاستيكية، ساعية لطلب رزقها، ورزق أطفالها من خلال تجارتها البسيطة.

«كان لازم أشتغل علشان أجيب كل طلبات ولادي ومحسسهمش بأنهم أقل من غيرهم بعد رحيل والدهم وطرد عمتهم وعمهم لي، دون أن يكون لي مصدر دخل»، تقول «أم مؤيد» كاشفة عن الأسباب التي دفعتها للعمل وقضاء كل ساعات النار بعيدا عن أبنائها.

وتسرد رشا، مأساتها قائلة «تزوجت من أبو مؤيد ومحمد، أبنائي الوحيدين في عام 2003 وكان زوجي الذي أحببته، وكنت دائما ما أحلم بحياة زوجية ناجحة تدوم حتى نهاية العمر إلا أن عُيّن في أحد الفنادق بالمملكة العربية السعودية وقرر السفر».

وبملامح يغمرها الحزن تتابع، «كان دائما ما يفكر في بناء مستقبل لنا ولأولادنا، وفي صباح أحد الايام بعد جمع مبلغ صغير من المال، قرر امتلاك شقة بالتقسيط، لنستقر بعيدا عن بيت العائلة، أملا في بناء حياة زوجية خاصة بنا وبأطفاله، وبالفعل قام بدفع مقدم الشقة وسافر في اليوم التالي من امتلاكه لها، وبعد السفر بشهرين، تفاجأت بمكالمة هاتفية حاملة معها خبر وفاته أثر أزمة قلبية تاركا لي أولادنا الاثنين».

وتتساقط دموع السيدة الأربعينية قائلة: «وبعد شهرين من وفاة زوجي طالبت عمة وعم أطفالي بمال زوجي، الذي كان لديهم وقتها، لدفع مصاريف مدرسة أولادي، فتفاجأت بطردهم لي من منزل العائلة، بالإضافة إلى تهديدي بعدم الزواج من أي رجل آخر، قائلين: عند زواجك سوف ترجع حضانة الأطفال إلى عمهم وحرمانك من رؤيتهم، مؤكدين على عدم عودتي مرة أخرى إليهم وعدم طلب مصاريف إلى أولادي قائلين: اعتمدوا على نفسكم إحنا مش بنساعد حد ولو جوزك ليه فلوس عندنا هنبقا نطلعها صدقة».

وبالرغم من كل المعاناة والظروف الصعبة التي مرت بها رشا، إلا أنها لم تيأس وظلت تبحث عن طريق لكسب رزقها الحلال هي وأطفالها، وبالفعل حصلت على مساعدات مكنتها من شراء بعض الأواني المنزلية، وبيعها على أحد أرصفة شوارع بيلا بكفر الشيخ، هادفة إلى سداد أقساط شقتها وتربية أولادها وتعليمهم بالرزق الحلال قائلة: «بخرج من البيت الساعة 7 الصبح، وأفترش أحد أرصفة شوارع بيلا علشان أبيع الأواني البلاستيكية، وأدوات المطبخ اللي ممكن أي سيدة تحتاجها في مطبخها وبصرف على أولادي وبرجع بيتي بعد العشاء».

واختتمت رشا حديثها لـ«هن» قائلة: «أحلامي بسيطة، نفسي أعلم أولادي تعليم كويس على قدنا، ومصدر دخل ثابت، معاش مثلا، أقدر أسدد بيه أقساط الشقة بدل البهدلة اللي أنا عايشة فيها أنا وأولادي وخوفنا من الطرد في أي وقت».