من أهم مميزات الرسام أن تكون صفات الهوية محفورة في ذاته، هذا ما تميزت به سها منصور، الفنانة التي هاجرت مع أسرتها في عام 2011 إلى نيوزيلندا، وهناك أسست ستوديو خاص بها لتعليم الفن للأطفال والكبار، وبدأت قصتها مع النجاح والقيادة في حياتها المهنية، لتترك بصمة بلوحات فنية للنساء المصريات.

 قررت سها أن تغوص بموهبتها بخليط من الهوية المصرية، وقد رسمت لوحة مصرية، تسلط الضوء على دور النساء المصريات من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك العصور المختلفة بنسخ مختلفة منذ قدماء المصريين حتى وقتنا الحالي، ودفعها أيضا ميولها للهوية المصرية، أن تتناول المسجد والكنيسة والأهرامات وغيرها من عناصر طبيعة المجتمع المصري من التنوع والتراث، وهي تبرز 6 شخصيات مصرية، خلف نفرتيتي، العنصر الرئيسي للوحة.

 تقول سها منصور لـ«هن»: «موهبتي نشأت منذ الطفولة قبل عصر السوشيال ميديا والكمبيوتر وكنت أستعين ببعض صور المجلات خاصة الأغلفة لعمل رسومات وتصميمات، وتوقعت حينها أنا ومن حولي أن مجالي هو الرسم حتى مرت السنوات والتحقت بكلية الفنون الجميلة؛ لأنها كانت هدفي الذي تحقق بدخول الكلية والتحقت بقسم ديكور عمارة داخلية، لكني عدت إلى الرسم لأنه موهبتي.

 مهندسة تطلق مبادرة لتقليل فقد المياه: دراستي عن تأثير سد إثيوبيا على مصر

وتضيف سها: «المرحلة الأولى في مصر كانت رسوماتي كلها تتناول الطبيعة كالورود وغيرها من المناظر الطبيعية، لكن عندما هاجرت مع أسرتي إلى نيوزيلندا الموضوع اختلف تمامًا، بحكم أن الكثيرين لا يعرفون شيء عن مصر والمصريين وكيف يعيشون حياتهم، وحتى الآن هناك اعتقاد سائد بأن المصريين يعيشون في الصحراء ويركبون الجمال، وأن السيدات حتى الآن لا يمارسن أي نشاط أو عمل، وهو ما دفعني لتقديم شيء مختلف».

وأوضحت سها منصور: «كانت رسالتي هي إيصال الصورة الصحيحة لمصر وبالأخص للمرأة المصرية وبدأت في رسم كل ما يخص السيدات المصريات سواء من التراث النوبي أو عن الحلي بشكل عام الذي ترتديه النساء في مصر بمختلف ثقافاتها من أسوان إلى الإسكندرية، بجانب المخطوطات التي لها علاقة بالسلام والحب، كان آخرها إحدى اللوحات التي تتناول دور المرأة، وأهديتها إلى السفارة المصرية بنيوزيلندا».

واختتمت سها منصور، حديثها قائلة: «أؤمن بأن للسيدات المصريات دور هام منذ عصر الفراعنة، ولذلك اخترت نماذج كثيرة في أعمال من نفرتيتي إلى السيدة البسيطة التي تبيع الخبز، أو الفتاة الأسوانية ببشرتها السمراء وغيرها من الأعمال التي حققت صدى واسع بنيوزلندا، منها أعمال تناولت سيدات أخريات كالدكتورة هدى المراغي، والفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، ورانيا علواني، بطلة السباحة الأولمبية الحاصلة علي لقب بطلة أفريقيا، وبطلة الإسكواش نور الشربيني».