رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية «مازن» طفل مبصر بين أبوين كفيفين: «حياته ماشية بالساعة» (صور)

كتب: آية المليجى -

01:04 م | السبت 06 فبراير 2021

بلال وعلا وابنهما

الظلام يحيط حياتهما ويبقى الحب وحده هو النور الذي يتحسسان به خطوات الحياة، يحملان صغيرهما لم يدركا ملامحه، لكن صورته مرسومة في خيالهما، فـ«بلال محسن وعلا أحمد»، زوجان من فاقدي البصر، جمعهما القدر وتقاسما الحياة  بتفاصيلها، يتسندان على بعضهما، ورزقهما الله بالصغير الذي سيبصح عكازًا لهما في الكبر. 

قبل قرابة 4 أعوام كان اللقاء الأول الذي جمع «بلال»، وهو العازف الموسيقي، بالطالبة الجامعة وقتها «علا»، في حفل جمع عددا من المكفوفين، تعارفا على بعضهما وبدأت بينهما الأحاديث البسيطة التي رسمت ملامح الصورة لحياة تجمعهما.

ولد «بلال»، في الفيوم، وهو فاقد للبصر، سلك طريقه في مدارس النور للمكفوفين، وميزه الله بحب الموسيقى، على يد معلم الموسيقى الذي غرس بداخله حبها، فتعلم العزف على العود، آلته المفضلة والمتنفس الوحيد لحياته: «اتعلمت العود وأنا عندي 12 سنة.. واتعلمت الموشحات والقوالب الموسيقية كمان»، بحسب حديثه لـ«هن».

إتقان «بلال» للعود، جعله يتمسك بحلمه في الالتحاق بكلية التربية النوعية قسم الموسيقى، وهناك، كانت فرصته للقاء الموسيقار الراحل عمار الشريعي، الذي أثنى بعزفه: «لما عزفت قدامه.. قالي أنا بشوف فيك شبابي.. وعامل في التلحين زي الخيل.. وبتعرف تعزف عود أحسن مني كأني امتلكت الدنيا وقتها».

أنهى «بلال» مشواره الجامعي، ورغب أن يجد فرصة له في التلحين والعزف، لكن ما رغب فيه لم يكن بالأمر الهين: «مش عارف أوصل للمطربين الكبار.. نفسي أوصلهم واتعاون معاهم ويدوني فرصة»، صعوبات كثيرة مازال يواجهها الرجل الثلاثيني في مشواره.

 

قلة الفرص وجدها أيضًا «بلال» في مشوار الوظيفة، فهو لم يعين حتى الآن كمدرس موسيقى: «لغاية دلوقتي متعينتش حتى مدرس موسيقى»، وهو ما أضعف من فرص عمله: «في شركة خاصة عينتي من ضمن الـ5% اللي عندهم.. يدوب بقبض 600 جنيه».

يسعى «بلال» في مشواره الموسيقي، لكن الصعوبات تزداد عليه، فاتجه إلى «اليوتيوب» فأسس قناة ووضع عليها فيديوهات العزف والتلحين الخاصة به، لكنه أيضًا لم يجد الفرصة التي طالما حلم بها: «كل اللي محتاجه حد يعرضني على المطربين وآخد فرصة».

وداخل إحدى المناطق بمحافظة الإسكندرية، حيث يعيش الزوجان فاقدي البصر، يتحسسان خطواتهما في تدبير أمور صغيرهما، ذو العامين، حتى يتلقى الرعاية كباقي أقرانه: «إحنا لازم نراعيه 24 قيراط.. ماشيين كل حاجة بالساعة وبنقيس بالثانية عشان نظبط الأكل بتاعه.. ساعات بيطلع صح وساعات بيطلع غلط.. إحنا عايشين لوحدنا».