رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«حالها اتبدل».. «هدى» من صاحبة أملاك لسواقة ميكروباص ..«هتطرد من بيتي»

كتب: منة الصياد -

11:26 م | السبت 09 يناير 2021

السيدة هدى

نشأت وسط أسرة مكونة من 4 أشقاء، 3 بنات وولد، وأب وأم كبار في السن، لكن مع تخبط ظروف الحياة، تشتت شمل العائلة الصغيرة رويدا رويدا، حتى أصبحت هي المسؤولة عن رعاية والدتها وابنة إحدى شقيقاتها في نهاية المطاف، وتبدلت أحوالها من الحال الميسور، إلى العمل مؤخرا، على سيارة أجرة ميكروباص لتوفير قوت يومها فقط لا غير.

«كنت شغالة كوافيرة من وأنا عندي 12 سنة، واستمريت في المهنة لحد 7 سنين فاتوا، وبدأت أسافر ويجيلي شغل برة مصر وأنا عمري 27 سنة، كانت حياتي مفيهاش مشاكل، عيشت مع والدي ووالدتي في شقتنا في مدينة نصر، وإخواتي البنتين كل واحدة فيهم اتجوزت، وأخويا كان شغال في العراق 13 سنة وقعد فترة منعرفش عنه حاجة، وبحكم إني الكبيرة كنت بشتعل وأصرف على أسرتي، لحد ما المشاكل بدأت تبدأ واحدة واحدة»، بحسب هدى محمد عثمان، صاحبة الـ59 عام، خلال حديثها مع «هن».

تزوجت «هدى» عن حب خلال الزيجة الأولى، لكن زوجها كان عقيما، واستمرته معه لمدة 13 عاما، حتى انفصلت عنه، «انفصلت عن جوزي بعد 13 سنة، وكنت في الوقت ده مبسافرش برة مصر، وبعد الانفصال رجعت تاني أسافر وكان بيجيلي شغل كتير برة، وبعدين لما رجعت كانت أختي اللي أصغر مني توفت، وسابت بنتها الوحيدة لينا عندها 12 سنة، فقومت بتربيتها أنا ووالدتي بعد وفاة والدي، وبقينا مسؤولين عنها لحد ما خلصت دراستها واتجوزت».

تبدلت أحوال «هدى» وعملت على سيارة أجرة

وتقول السيدة الخمسينية: «ظروفي استقرت وربنا كرمني وفتحت محلين في التجمع الخامس، واحد بيوتي سنتر، والتاني محل للطيور، وبعد انفصالي عن جوزي بـ3 سنين، اتقدملي شخص تاني واتجوزته وقعدت معاه 7 سنين، وخلال الفترة دي كان كويس، لحد ما بدأ يطمع في فلوسي وقعد من شغله وبدأ يعتمد عليا، واتجه لشرب المخدرات، وفي الفترة دي طلبت منه الطلاق وانفصلنا مرتين، وبعدين رجعتله تاني بعد 4 سنين بعد ما حاله اتغير وكان المرض جاله وصحته مبقتش زي الأول، وهو خلال انفصاله عني كان اتجوز واحدة تانية وخلف منها ولد».

في عام 2012، تبدلت الأحوال المادية للسيدة «هدى»، حيث قامت ببيع ممتلكاتها من المحلات، وعربيتها الملاكي الخاصة، ومنزلها، ليستقر بها الحال في شقة صغيرة مكونة من غرفة وصالة وحمام، داخل إحدى مناطق مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، «خسرت كل فلوسي وبيعت المحلات بتاعتي بعد الثروة، واتنقلت مع جوزي في شقة صغيرة في الخانكة، وبعد وفاته من 3 سنين ونص، كان معايا مبلغ صغير أوي، اشتريت بيه سيارة ميكروباص وبدأت شغل عليها، على خط المرج أبو زعبل، عشان أقدر أصرف على نفسي».

حريق ومعاملة سيئة 

في احد الأيام، فوجئت السيدة خلال عملها على الميكروباص، باتصال هاتفي من أحد جيرانها، أبلغها خلاله بأن هناك حريقا نشب في شقتها بشكل مفاجئ، بسبب حدوث ماس كهربائي، «في يوم حصل ماس في شقتي وولعت والعفش كله اتحرق، ومن وقتها وأنا عايشة من غير عفش، بعد ما جاتلي معونات بسيطة من جمعيات خيرية، وشقتي مفيهاش غير سرير وتلاجة ولمبة، ومع ظروفي الصعبة، أخت جوزي وولادها عايشين جمبي، وبيهددوني من الطرد من الشقة عشان ليهم ورث فيها، وأنا معنديش أي مأوى تاني، وإخواتي كل واحد في حاله ومبيسألوش فيا».

وتستغيث السيدة خلال حديثها مع «الوطن»، قائلة: «الميكروباص اللي أنا شغالة عليه ممكن يتاخد مني في أي وقت عشان الإحلال، واهل جوزي عايزين الشقة، وأنا مش معايا أي فلوس لأني بكسب يوم بيوم، وساعات الفلوس اللي بتيجي مش بتقضيني عشان أجيب اكل ليا، لأني بصرفها على تصليح الميكروباص».