رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كورونا يفرق بين «سماح» وطفليها: وحشني حضنهم وابني ألف كتاب عن الفيروس

كتب: آية المليجى -

05:58 م | السبت 09 يناير 2021

«سماح» مع أطفالها

بصورة مفاجئة تسارعت أعراض فيروس كورونا على جسد السيدة الثلاثينية سماح هاشم، ولم تعلم مصدر للإصابة التي فرقت بينها وبين طفليها، حين فرضت على نفسها العزل بغرفة في منزلها، وجاءت تلك التجربة لتحيي بداخلها بمعاني مختلفة.

تجربة «سماح»، وهي مدرس بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، مع الفيروس اللعين بدأت قبل 3 أسابيع، حين تفاجئت بارتفاع درجة الحرارة، العلامة التي أنذرت بوجود الفيروس: «عملت الأشعة والتحاليل.. واتأكدت أنها كورونا».

انقلبت الأمور رأسًا على عقب، فهي الأم التي استشعرت الخوف على حياة أطفالها، محمد 11 عامًا وخديجة 8 أعوام، وفي الوقت ذاته لم يوجد البديل المناسب الذي يجعل الأبناء في مأمن عن الفيروس: «مكنش في قدامي غير أن الولاد يفضلوا معايا.. وأنا هتعزل في أوضة لوحدي.. التجربة صعبة».  

وضعت الأم قواعد خاصة مع أطفالها، فمنذ دخولها غرفة العزل، وهم المسئولون عن المنزل بأكمله بمساعدة بسيطة من والدهم: «قولتلهم دا ظرف صعب وهنعديه سوا.. وهما تحملوا المسئولية كلها خديجة كانت بتنضف البيت ومحمد كان متعهد المشروبات السخنة».

طيلة 14 يومًا كان ممنوع على الأم احتضان طفليها، وما زاد من مرارة الأيام، هو وقوف ابنتها على مقربة من الغرفة تحدثها عن الوحشة التي حلت بها: «كانت بتقفلي على باب الأوضة تقولي نفسي أحضنك وحشتيني أوي».

الأمر لم يختلف كثيرًا عن ابنها الأكبر، ذو الـ11 عامًا، الذي اقترب موعد امتحانه الأول، فمشاعر الأمومة كانت الدافع وراء محاولة «سماح» للمذاكرة مع ابنها: «كنت بدخل معاه زوم.. وأتابع وأذاكر معاه على الللاب توب.. ودخل الامتحان الأول الحمد لله.. وبعد كدا الامتحانات كلها اتأجلت».

مرت الأيام الثقال، وتعافت الأم من الفيروس الهمجي، لتحتضن طفليها بمشاعر الاشتياق: «أول ما اتأكدت إني تعافيت.. وخلاص رجعت أخرج من الأوضة تاني.. حضنت ولادي حضن طويل.. وساعتها كان عيد ميلاد بنتي واحتفالنا سوا».

مفاجأة سارة أعدها «محمد» لوالدته عقب تعافيها، حين قرر تأليف كتاب يتضمن معلومات موثقة عن فيروس كورونا، لتسير معه الخطوات من البحث العميق وإعادة صياغتها من جديد: «هو صغير في السن لكن دايمًا عنده درجات الوعي عالية.. كان بيتفرج ويتابع وفضل يبحث وعمل كتابه».

«حكاية فيروس كوفيد 19» بهذا العنوان، أنجز الصغير كتابه الذي تضمن أيضًا رحلة الفيروس داخل الجسم وطرق الوقاية لتجنب الإصابة به، ليتم نشره على موقع «أمازون»: «خد الموافقة على طول.. واتنشر كنا فرحانين جدًا أن تجربة كورونا طلعت بحاجة مفيدة».

انتهت رحلة «سماح» المزعجة مع «كورونا»، شاركت بها عبر جروب «مازريستا»، راوية حكايتها تحت هاشتاج «يوميا مامي في العزل»، وتروي عن رسائل كانت غفلت عن إدراكها: «أكتر حاجة أثرت فيا أن كورونا علمتني الحكمة بتقول عيش يومك كأنك تموت غدًا.. وأن مهما تخطط للحياة ممكن تيجي حاجة في ثانية واحدة تشقلبها».